سقوط العرش

2017-12-11 10:31

 

بدون مقدمات.. ضاع الحرس الجمهوري والفرقة الأولى مدرع والحرس الخاص والأمن المركزي والسياسي والقومي والأمن العام وشرطة النجدة وغيرها من مسميات العسكر والجند.

وتبخرت الأموال التي كسبها الطغاة وكل المقتنيات التي جمعوها خلال أربعين عاماً.

 

صارت صنعاء مفتوحة على مصراعيها لمليشيات جاءت من الكهوف وأعالي الجبال، وأصبحت قصور الطغاة والمتنفذين غنيمة لهؤلاء القوم، وباتت هذه الأموال المكتسبة بالحرام والرتب المعلقة بالوساطة لعنة على المتنفذين.

 

ذهبت الدولة العميقة بين عشية وضحاها وانكشف المستور، وبينت الأحداث بأن الدولة المزعومة هشة ومهترئة وحكامها مجرد عصابة لا غير، وجيشها العرمرم مجرد رقم للتكسب فقط وقادته الأشاوس أسود من الورق وصور كرتونية، وسلاحه المرعب هو للعرض ليس إلّا.

 

رحل الزعيم وهرب قادته كالفئران المذعورة، اختفى المقربون فجأة، وصمت المشايخ وأرباب الجنابي المشهورة ووجهاء القوم وزعماء القبائل التي لا تقهر، فأصبح يواجه مصيره منفرداً.

تشتت الجميع، وانقسموا ما بين مشردين في المنفى وغرباء في الداخل، ولم يعد يهمهم المال بقدر حبهم للحياة.

من نفذ بجلده وخرج فهو مولود ومن لم يستطع أصبح مفقودا.

 

لكل ظالم نهاية ولكل طاهش ناهش، بنوا دولتهم بالغش والخداع وصنعوا ثروتهم بالسلب والنهب واعتلوا المناصب على ظهور البسطاء، وجاء للظالم من هو أظلم منه.

الله يمهل ولا يهمل، وما بني على باطل فهو باطل، ومن اعتلى العرش بالقوة سيزول بالقوة، بمن فيهم الطغاة الجدد، وما يصح إلاّ الصحيح، يقول الشاعر:

لكل شَيْءٍ إذا ما تم نقصان

فلا يغر بطيب العيش إنسان

هي الأمور كما شاهدتها دول

من سرَّه زمن ساءته أزمان.

 

*- عبدالمنعم الرشيدي – الأيام