انهيار منظومة صالح في ثلاثة أيام حسوما!

2017-12-10 13:18

 

ما من شك في القول إن مقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح قد مثل انتصارا عسكريا وسياسيا للحوثيين وأنصارهم على الأقل في المدى القريب، وهزيمة وانهيار لمنظومة عفاش التي اعتمد عليها طيلة عقود من الزمن، فبمقتل المخلوع صالح اختفت الحشود المليونية التي كانت تحضر في ميدان السبعين بناء على دعوته، فهل كانت تلك الحشود مدفوعة الأجر لغرض التسويق الإعلامي فقط؟

 

كما اختفت القبيلة التي كان يراهن عليها عفاش في طوق صنعاء، ليس هذا فحسب، بل اختفى الجيش العائلي، الممثل بالحرس الجمهوري والقوات الخاصة ذات التدريب العالي والتسليح الحديث.

 

وهذا ما يطرح بعض التساؤلات، لماذا؟ وكيف؟ وماذا بعد؟ فهل ما يزال أنصار عفاش يعملون على إعادة ترتيب الأوراق ولملمة الصفوف وإعداد العدة لعمل ما؟ أم إن الأمر انتهى بمقتل عفاش؟ أعتقد أن الوقت مازال مبكرا للحكم النهائي على ذلك من الناحية العسكرية.

 

فهل سيتحالف أحمد علي عبدالله مع أبناء عمه، خصوم والده (آل الأحمر) بقيادة علي محسن صالح لمواجهة الحوثيين؟ وهل سيوجد تجانس في ذلك التحالف، إن تم، باعتباره يمثل اعتراف أحمد علي بالشرعية اليمنية التي رفضها والده عفاش بالأمس، ووقف ضدها حتى قبل مقتله بأيام؟ وهذا ما أستبعده من وجهة نظري، إلا إذا كان تحالفا ضروريا كتحالف والده مع الحوثيين، وبالتالي سيدفع الثمن كما دفعه والده عفاش.

 

إم إن أحمد علي سيقود معركة عسكرية ضد الحوثيين بمفرده بالاستعانة ببعض القبائل الموالية لوالده، إن هي مازالت كذلك، وبدعم التحالف العربي؟ فما زال المشهد ضبابيا حتى الآن، وكل الاحتمالات واردة.

 

أما من الناحية السياسية فإن حزب المؤتمر الشعبي العام لم يعد كما كان، لقد تعرض إلى هزات كثيرة، حيث انقسم بالأمس إلى قسمين، قسم مع علي عبدالله صالح وهو الأكثر، وقسم مع عبدربه منصور هادي، واليوم وبعد مقتل زعيمه علي عبدالله صالح فإنه كما يبدو قادماً على تجزئة المجزأ، هذا ما أراهُ من منظوري الشخصي، والله غالب على أمره.

 

*- محمد سعيد الزعبلي – الأيام