وذو حسبٍ في الهالكين عريقُ

2017-12-06 08:09

 

يقول الشاعر . ألا كل حييٍ هالكٍ إبن هالكٍ **وذو حسبٍ في الهالكينَ عريقُ*

*وذو حسب تعني وفرة المال .

اوردت هذا البيت وهو عنوان مقالي عن مقتل الرئيس السابق على عبد الله صالح في مشهد وحشي استعدنا من خلال تلك الواقعة صور مشاهد قتل قادة ، ومنهم وعند إنهيار المعسكر الشرقي ومقتل رئيس رومانيا تشاشسيكو وزجته ، كما لا زالت تشبث في الإذهان صور مقتل الرئيس الليبي معمر القذافي وكل من قابلته وتحدثت معه عبر عن وحشية غير مبررة في الإنتقام طال حتى الأسرى والجرحى وهم على الأسرة البيضاء. .

أن الوحشية والأنتقامات العدمية والأعدام دون محاكمات هي السمة التي اصبحت صورة نمطية سائدة في العالم العربي ، الذي تورط في ثورات دموية اهلكته ودمرته والقت به في مهاوي الردى.وهذه الظاهرة المخيفة اي توحشاتنا صارت تتشبث بنا واصبحت جزء ربما من جينتنا الوراثية .

 

وعن الرئيس السابق علي عبد الله صالح فقد ردد دائما انه لا يابه إلى المخاطر وانه الراقص على رؤوس الثعابين بل وانه يستطيع ان يضع خارطة نجاة له ولاسرته في اي مأزق بل وان يـُفشل اي خطط رسمت للأضرار به ، علىأن الإفلات والنجاة، من اعداء يتربصون بك غير مضون في كل حين، وليس في كل مرة تسلم الجرة.

كان الجميع يتوقعون وبعد حادثة - مسجد النهدين- ان يعزف صالح عن الحكم ويبتعد عن المخاطر بعد نال الحصانة من الملاحقة وكانت فرصته السانحة لينأى بنفسه عن الاخطار والمكائد ويمضي بقية العمر في أمن وسلام . فقد انهكته سنوات طوال من الحكم كما انه بلغ من العمر عتيا. فلم تراوده نفسه الاّ في التشبث في الهيلمان ومقارعة الخطوب.

كانت تتوقد في نفسه دائما مشاعرالإنتقام، فتخلى عن حلفائه بعد ان تخلوا عنه، وقرر ان يضع يده بيد خصومه التاريخيين-أنصار الله - على انه كان يعلم ان بينه وبينهم من الثارات والخصومات ما لا تزيلها سنوات الود والثقة والتعايشات .

تحدثت عنه مراسلة سي بي سي الامريكية والتي قابلته بعد حادثة -مسجد النهدين- وقالت بما معناه أن صالح لا يستهويه ألاّ حبك الخدع والمكائد، ولقد فطنها واجادها طوال سنوات حكمة ، واستلهم منها كل أسباب النجاة ولكنه اليوم كما قالت وقع في شرور تلك اللعبة التي إبتكرها وفطنها ومارسها مع الجميع، فغلب السحر على الساحر.

شيء واحد علينا ان نشجبه وندينه بقوة ونصدع في شجبنا له ، آلا وهو القتل بدون محاكمات، وترويع الأسر واهل الضحية، بتفخيخ منازلهم وهذا يعني إجتثاثهم من ارضهم ووطنهم وذكرياتهم ، كما ان قتل الأسرى جريمة لا تغتفر فليس من شيم المسلم بل ليس ليس من شيم اي أنسان في هذا الكون ، على انه يجب أن نوصم من يقوم بها بالهمجية والبربرية وبالوحشية والفجور .

 

فاروق المفلحي