ثقافة الكراهية

2017-11-27 05:23

 

كثيرون طالبوا بإيقاف اي منشور سواء عبر الفيس بوك او تويتر او الصحف الألكترونية او الفضائيات، وطالبوا بان تتولى الجهات الرسمية في بلداننا بايقاف اي مدون او خطيب او كاتب ينشر او يتحدث بما ينم عن تحريض،  أو يتهجم فيه على اي طائفة  او ملة او تراث أو عادات شعوب ، بما في ذلك تهجمه او نقده اللاذع على تراث جماعة او مناسكها وأعيادها .بل طالبوا بسن قوانيين ما يسمى -السايبر- اي قانون ينظم السلوك ومساحة الحرية فيما يتعلق بوسائل التواصل . فهذا متغير عظيم وهائل ويجب ان نتنبه الى مكائدها مع عدم اغفال فوائدها الهائلة .

 

وعن ثقافة الكراهية والنفورمن الأختلاف والتعددية ، فعلينا ان ندرك أن الحياة متنوعة والناس لهم مشاربهم ومآكلهم ولهجاتهم ولغاتهم وسحنهم ونسكهم وعباداتهم وأعيادهم وحزنهم وفرحهم، والأختلاف يشكل ثراءً وبهاءً وتنوعاً بديعاً وملهماً، هذا إذا فهمناه وتفهمناه وتقبلناه، بل وتعلمنا ان ننظر اليه نظرة إيجابية،  فاللون الواحد السائد غير مبهج وغير مثيربل ممل ، والله خلقنا فعدد ألواننا وخلق الزهور وشكل ونوع  في عطورها والوانها ومناظرها وأعمارها .

 

 هنا في  -كندا - مدن كبيرة اعلنت انها مدن - ملاذ- حصلت على حق قانوني من المحاكم  في ان  لا تطرد اي لاجىء بل وان تمنحه فرصة تعليم أطفاله والعمل وشراء منزلا له  طالما لم يرتكب جنحة او لم يثبت عليه ذلك وهذا يخالف نظام الإقامة في - كندا- ولكن الأنسانية اولاوثانيا وثاثا  .

 

 لا يوجد مهاجر شرعي ومهاجر غير شرعي-كما قال بابا الفتيكان-  فهذه الارض خلقها الله لسكانها كل سكانها  بل أنني  لم اسمع في الغرب من يسخر او يتهجم  حتى على نزلاء السجون، فبعضهم - كما يقولون- ضحية مجتمعاتهم أواسرهم  أوأمراضهم الوراثية وربما بينهم الأبرياء وما أدرانا  .

 

من يقترف في الغرب مثل هذه الحماقات، في بث الكراهات، فانه يـُردع ويـُحاكم ، فهذه المخالفات تنسف اساست المودة بين الناس بل تزلزل ثقتهم ببعضهم . هنا في الغرب يعد كل من يتحدث عبر الواتس آب او الهاتف او يكتب على الفيس بوك ، - يعد إلى العشرة  - قبل ان يتورط في نشر ثقافة الكراهية وحديث الافك . ومن يثبت انه تورط  ويـُبلغ عنه،  فلن يفلت من العقاب وقد يكلفه ذلك مستقبله ووظيفته العامة وسمعته, وتبقى تلك وصمة او جنحة ثابتة في ملفه تلاحقه اينما رحل واينما حل وتقوض فرصه في النجاح في حياته العملية والوظيفة العامة .

 

 فتشوا عن دعاة الكراهات وعن أولئك الذين يستمتعون في نشر بـُغضهم للناس وعلى الناس ، ومن يجدون راحة نفوسهم في نشر الغل او كشف ما في صدورهم من غيض وحقد وجهالات، على ان الإبتهاج في فضح الناس وكشف عوراتهم والتلصص عليهم ينشر بدوره الاستخفاف بالرذائل بل وفرصة تجربتها من قبل الآخرين طالما وهناك من قام بها .

كما لا يجب ان نصيخ الاسماع لداعية، يحدثنا عن نواقض الوضوء وحف الشارب، بينما الإرهاب يفتك بنا ويحاصر الوطن العربي من أقصاه.النواقض العظيمة هي المظالم والحروب والمفاسد والتوحشات واذلال الطفل وقهر النساء .وكم أوصانا الله بالنساء خيرا.

 

كل الأديان وهذه المتغيرات الاجتماعية والثقافية والإقتصادية بل والأخلاقية التي شهدتها البشرية عبر تاريخها ، كانت بدايتها كلمة - وفي البدء كانت الكلمة -.

 

فاروق المفلحي