أنسنة السياسة

2017-11-16 08:20

 

كيف نؤنسن-  السياسة - فتصبح اكثر عطفا وأنسانية بل وعقلانية؟ هذا السؤال لن يجيب عليه الساسة ولا يحبون سماعة ، والسبب لانهم منغمسون في هذه اللعبة، ويهيمون بها بل وتلقنوا اسراراها، واهمها ان يدافع السياسي بكل حروف ومفردات الكلام عن أهدافه وأن يزين للناس نبل مقصده ونقاء سريرته.

 

تسأل مثلا السياسي - الهندي- على سبيل المثال، تسأله عن الفساد الذي يستشري في هذه الدولة العظيمة وعن بعض مظاهر الفقر المخيفة ،  فيرد عليك هذا  السياسي -الهندي- وهو ينفخ ريشه يجيب عليك أن الكثافة السكانية هي السبب ! وعندما تخبره ان الكثافة السكانية هي متقاربة مع الصين ، يكون رده ! ان الثقافة هي السبب ، فنحن شعب له غرائب الثقافات القبلية والدينية والمناطقية والتاريخية التي لا زالت متشبثة بنا لا يجيبك ابدا ان قادة البلاد وساسته هم سر هذا الهوان والخراب والفواجع.

 

وعن الهند  فتراث الدين البوذي - ان صح التعبير - هو قمة في الاخلاق والتسامح والتعايش، وحب الناس قاطبة،  بل وكل كائن حي خلقه الله من إنسان بل وحيوان وحشرات ، ومن تعاليمهم ان علينا ان لا نعادي كل كائن حي او نجتثه.

 

السياسة هي اسوأ ما اخترعته الناس في العالم . وهي السبب في كل هذا  الفقر والطغيان والحروب والمجاعات ، وعن المجاعات وكما قال -غاندي - كل ثروات الهند تكفي كل جائع ولكنها لا تكفي لجشعٍ واحد- .

 

لا تصدقوا اي سياسي فهو يبيعنا ويسوق لنا معسول القول. نعم هناك من يعمل في السياسة من الاخيار ، ولكن اصواتهم لا تصلنا ولا تتقبلها المحطات الفضائية ولا وسائل الإعلام ، لانها من الاخبار والمواضيع  التي تقطع عيشهم ولا تثير حولها المثير خذوا على سبيل المثال محطة - أخبار الجزيرة-  فهي تثير وتشحن وتدمر من حيث لا نعلم .

 

كيف نؤنسن  السياسية ؟ سؤال اسالوا عنه ساسة الدول - الإسكندافية - مثل السويد والنرويج وفنلندا، ا فهم قطعوا مسافات - ماراثونية-  في جعل السياسة  تخدم الشعب، وليس جعل الشعب يخدم الساسة  .وهم يسمعون لصوت الاطفال واليتامى والارامل والمُرهقين.  هذه الاصوات تؤرقهم وتدفعهم إلى التجاوب معها ووضع القوانيين الإنسانية لحماية كل المعذبين . لذلك فهم في حالة عدم تصالح مع الدول العظمى،  فما ترك لهم الحق صديق.

 

هل لدينا من الساسة من يخدم الوطن في اليمن، ويخاف على أبنائه من الموت جوعا وهوانا وفي حروب إنتصارنا فيها خيانة لعواطفنا ودماء احبتنا  ؟، هل في وطني من يرضى بالتنازل عن الأنتصارات -الوهمية - ومحاربة امريكا والموت لإسرائيل.هل في وطني من يتقن الحوار مع اخوته وجيرانه، ويتنازل من اجل السلام والتعايش والأمن فهي أماني الإنسان الغالية ؟.

 

لا ارى وعلى إمتداد الوطن إلاّ السلاح والحشود ، ولا أسمع سوى لصوت الصرخة.

 

فاروق المفلحي