أنه القائد ‘‘علي جرجور‘‘ سقى الاعداء السم الزعاف

2017-11-06 15:15

 

غصبا عنا ، ذرفت أعيننا الدموع ، تصببت حتى شقت طريقها الصدور، تتملكنا رغبة جامحة للبكاء، رغبة علها تنفس عنا، مصابنا الجلل ، حتى إذا ماحاولت إقناع نفسي بأن من استشهد اليوم ، الوطن له درع ، ومن أجله ،افنت حياته، ربما أن الشهادة في سبيل الدين والاوطان تقودنا إلى جنات النعيم ، هى الارواح وحدها من تعانق شهداءها الأبرار

ابكي لفراق شهيد ، قائد ، مغوار ، صنديد ، له من البطولات العديدة فخرج منها سالما ،غانما ، كان دوما وفي أي معركة صدامي حد يفوق الخيال ، بذلك لقب" بالليث" لمهابته وأقدامه والتحامه بجبهات الاعداء ،  كان له من السمو والرفعة ، والانفة والكبرياء حال صولاته وجولاته في ميادين القتال .

كل من لازمه في حرب الضالع الاخيرة يصف هذا القائد بالمجنون والمتهور والمتعطش للقتال ، كان باطشا في خصمه ، ملتحما له ، حتى أن عدوه أيضا وصفه بالخصم العنيد ، أبكي عليك أيها القائد ، لأن حظي عاثر اليوم ، ذلك لما طال بيننا الفراق ولمدة أكثر من سنة او يزيد ، حتى لحظة كتابة تلك السطور الرثائية التي لن ولم تفيك ، أكتب إليك ودموعي تتصبب كينبوع ماء نهر متدفق ، كيف لا ، وصورتك لم تفارق تباريح وجه عابس، حزين ، كئيب ، كالح ،حقا ، أن الأبطال يستشهدون ،وهم يخوضون شرف الدفاع والاستبسال عن شرف الامة .التواقة للحرية والعيش الرغيد.

لم يعد للحياة .طعم ، ولا لذة ، لطالما وإن الشهيد تلو آلشهيد ، يسقط هنا وإلى هناك ، بينما نحن ندون ، بطولاتهم في صفحات بيضاء ، انتهى العهد . وانفرط العقد ، حتى أصبح لزاما علينا ، ركن اوراقنا في زاوية شاهد عيان ، هناك أقلام مسمومة اباحة دماءكم ، ومهدت الطريق للقتل ، هناك تحريض ممنهج ، وهالة اعلامية سبقت الحدث ، كي تنال وتلتقف الأرواح في غفلة منا

حتى قلمي خذلني ، نتاج لكبر الحدث وفذاحة وبشاعة الموقف ، لم أستطع تمالك اوتار اعصابي المثخنة بالحزن ، حتى حنجرتي باتت تطبق على الفم ، فلا شفايف تتحرك ، ولا اقدام تقوى على الحركة ،ولا ودماء تنشط في اوردتها ، فكانما حالي اليوم يشبه ثور يخور جراء ذبحة غير قويمة

اللهم أسألك بأن تسكن شهداءنا الجنة واجعلهم في منزلة الانبياء والصديقين