انتهت شرعية الفنادق والغرف المغلقة دون رجعة؛ فلا يمكن لأي شخص أو حزب أو حكومة أو جهة أن تقرر مصير الشعب الجنوبي الذي أشعل الثورة وقدم التضحيات وقهر السجن والسجان، وطوع الظروف لصالح قضيته واهدافها رغم شحة الإمكانيات وقمع المحتل وظلمه وتنكيله، وعندما حان وقت الحرب وزحف المحتل بجحافله وآلته العسكرية الضخمة لتكريس الاحتلال اليمني للجنوب، تداعى احرار الجنوب وابطاله الشجعان من كل حدب وصوب في ارض الجنوب، وحمل السلاح وخاض الحروب والمعارك بكل شرف وصمود، وحقق الانتصارات ودحر المحتل الغازي ولقنه دروسا في الصمود والقتال والاستبسال لن ينساها ابدا، فسقطوا أبناء حضرموت شهداء في جبهات الضالع، واستشهدوا أبناء الضالع في أبين، وأبناء شبوة استبسلوا في الدفاع عن عدن؛ مؤكدين أن الجنوب وطن للجميع لامكان فيه للمناطقية والعنصرية.
واليوم شعب الجنوب وهب الشرعية الحقيقية للمجلس الانتقالي الجنوبي ورئيسه القائد عيدروس قاسم الزبيدي، وذلك من خلال النزول للميادين والزحف من كل محافظات الجنوب ومدنه ومديرياته، رأسما أروع ملاحم النضال السلمي في مليونيات تعجز الاقلام عن وصفها في العاصمة عدن، وتكرر ذلك التأييد والتفويض للمجلس الانتقالي الجنوبي والرئيس الزبيدي في شبوة، وحضرموت، والمهرة، وذلك خلال زيارة ونزولات رئيس وأعضاء رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي للمحافظات الجنوبية، وغدا سيكون في سقطرى ثم لحج وأبين.
فلا شيء اليوم يستطيع أن يعترض الإرادة الشعبية الجنوبية أو يعرقلها؛ فارادة الشعوب لاتقهر فلقد استطاع الجنوبيون أن يحققوا إجماعا وطنيا فريدا بتشكيلهم الحامل السياسي الموحد للقضية الجنوبية، والذي يستوعب جميع ألوان الطيف السياسي والثوري الجنوبي المتمسك بهدف تحرير واستقلال الجنوب، وبناء الدولة المدنية الاتحادية التي تضمن حقوق وخصوصية وسيادة كل اقليم على كامل أراضيه على حدوده السياسية ماقبل 22 مايو1990م، ومن يعتقد اليوم أنه يستطيع أن يحرف ويشوه الحقائق أو يفرض نفسه وصيا على هذا الشعب الثائر فهو واهم ويدعوا للشفقة .
مروان الحمومي