عن التوازي بين ‘‘الصراع العقيم‘‘ و ‘‘الحل الجذري‘‘

2017-10-12 04:44

 

جاء في إفادة إسماعيل ولد الشيخ أن أطراف النزاع في اليمن ماضية في صراع عسكري عقيم، وأن القضية الجنوبية تتطلّب حلّاً جذريّاً.

 

اللافت في إفادة المبعوث الأممي في جلسة مجلس الأمن، هذه المرة، أن هناك خطين متوازيين لا تخطئهما النظرة الواقعية إلى حقائق الوضع على الأرض، هما خط النزاع العسكري وأطرافه الانقلاب والشرعية (أو الانقلاعيون)، من جهة، وخط الجنوب وقضيته المستقلة عن تلك الأطراف جوهراً ومصيراً.

.

ما أنطق ولد الشيخ بهذه المستوى الذي كان فيه اقرب إلى معاناة الإنسان المنتهكة حقوقه بالحرب، ثم إدانته لطرفَي النزاع انقلاباً وشرعيةً، ليس صحوة ضمير أممية، وإنما هو ما أكدته الوقائع على الأرض، ولاسيما بعد 2015 ، بعد تحرير عدن والمكلا باعتبارهما نموذجين محوريين في مقاومة قوى النفوذ والهيمنة ( الانقلاعية)، في حين ظل الصراع يراوح في محله، بينها، بعد أن تسبب جشعها، في السيطرة في انفراط العقد الجنوبي من بين أيديها، رغم ما تمارسه من نشاط عبر أدواتها لإفراغ التحرير من محتواه.

.

القضية الجنوبية تتقدم سياسياً، ويتمكن الجنوبيون على أرضهم المفخخة بتركة مركّبة، بينما يتصارع الانقلاعيون على أرض دمرتها حماقاتهم، وعقليتهم التي خططت لإبقاء الجنوب مزرعة أبدية لأطماعهم، وإذ ينفلت الجنوب مثقلاً بجرائمهم، تفجؤهم اللحظة بأن حربهم عبثية - بحسب إفادة المبعوث الأممي - مادامت المباراة ستنتهي من دون أن يأخذوا (دوري عدن) أو (كأس حضرموت)!.

.

لولا التضحيات والثبات على الموقف ولإيمان الشعبي بالقضية، لسقطت في أول اختبار ، لذلك فالشعب - دع المتساقطين على الطريق - هو الأمين على مصيره، ومستقبله الذي يُعَد (المجلس الانتقالي) خطوة في الاتجاه الصحيح إليه، ولذلك فالاحتفال بذكرى ثورة 14أكتوبر ليس استدعاءً للماضي، وإنما هو بوصلة الوصول إلى المستقبل، بإرادة شعبية، ولا عزاء للمستخدَمين القدامَى والجُدد (مرتزقة) أطراف الصراع اليمني كلاً بدرجته واسمه وصفته!.