الصحافة الصفراء هي صحافة غير مهنية، تهدف إلى إثارة الرأي العام لزيادة عدد المبيعات وإشاعة الفضائح باستخدام المبالغة أو الانحياز، والابتزاز والمبالغة، والتهويل في تقديم الخبر، لجذب القرّاء وزيادة المبيعات والأرباح، ولا تقدّم الأخبار بشفافية ومصداقية وأخلاقية.
وكما قلنا فإن هدفها الأساسى هو الربح، لذلك هي مضطرة إلى تغيير طبيعة الأخبار والاعتماد على الإثارة والضجيج والابتزاز الصحفي، واختلاق القصص المثيرة، والمبالغة المسيئة، وتحريف الكلام عن مواضعه بقصد الإثارة، وإن كان على حساب الغير وادعاء العلم بالأشياء، ومحاولة تشويه صورة الآخرين، والترويج للأكاذيب والخرافات...إلخ.
هذا مفهوم مختصر عن معنى الصحافة الصفراء التى نلاحظ انتشاره فى الوسط الإعلامى الجنوبى وخاصة في هذه الأيام والظروف التى نمر بها فى بلادنا، لذلك نحاول أن نوضح للناس بشكل عام صفات وأساليب تلك الصحافة التى حولت مهنة الصحافة إلى سلعة تتاجر بها بهدف الربح فقط مستغلة معاناة وألم هذا الشعب، إضافة إلى وجود إعلاميين مدفوعين أو يعملون لصالح جهات سياسية معادية لهذا الوطن، ولا تريد له الاستقرار، وتزايد هذه الظاهرة وخطورتها على المجتمع وخاصة في الظروف الاستثنائية نتيجة للحرب التي لم تنته بشكل نهائي حتى اللحظة.
تطرقنا لهذا الموضوع لنوضح للناس ما هي الصحافة الصفراء؟ وما هي أهدافها؟ وكيف نستطيع التميز بينها وبين الصحافة الحقيقية؟ بشكل بسيط ومختصر..
فكما قلنا في البداية إن الصحافة الصفراء، بكل أساليبها التي ذكرناها لديها هدف واحد وهو الربح المادي سواء عن طريق زيادة المبيعات أو عن طريق أموال تستلمها من جهات معادية.
لذلك فإن معرفة تلك الصحف الصفراء أو الأخبار الصفراء أمر سهل وبسيط جدا يستطيع أي شخص مهما كان مستواه التعليمى أن يميزها عن طريق التركيز على الفائدة والهدف من نشر أي خبر، فمهنة الصحافة أو الإعلام مثل أي مهنة لديها هدف وفائدة تقدمه للناس، فوجدت الصحافة لتكون لسان حال الناس وأداة لمراقبة الأداء الحكومي وغيره من المهام الأخرى التي تعتمد على نقل الأخبار للناس أكانت سياسية أو اجتماعية أو ثقافية أو رياضية وغيرها من الأمور التى تعتمد على نقل الأخبار لزيادة المعرفة لدى الناس.
لذلك الفرق واضح وكبير بين النوعين، فعند قراءتك لأي خبر عليك أن تسأل نفسك : ما هي الفائدة التى تحصلت عليها من هذه الأخبار؟ وماذا استفاد أو سيستفيد المجتمع من تلك الأخبار؟ وهل هي من الأخبار التى تصب في الصالح العام للمجتمع أم أنها أخبار ليست منها أية فائدة - وإن كانت صحيحة - سوى الفتنة وزرع الكراهية بين الناس فقط، فالدين الإسلامى الحنيف حرم النميمة.
فالهدف من الأخبار هو المهم، لذلك لا تنجرو وراء من يريد ضربكم ببعض عن طريق نقل الأخبار لإثارة الفتنة بينكم، فإن عرف السبب بطل العجب.
فعليكم - وأخص الطبقة المثقفة من أبناء الجنوب - نشر ثقافة التمييز بين أبناء الجنوب ليستطيعوا أن يميزوا بين من ينتقد ليبنى وبين من ينتقد وربما يمدح أيضا ليهدم ويدمر، وذلك التمييز لن يستطيع أحد إدراكه غير بالتركيز على ما هو الهدف والفائدة من نقل هكذا أخبار.
وسنضرب مثالا للتوضيح .. كلنا يعلم أن وفود جنوبية كثيرة فى الفترة الأخيرة ذهبت إلى مقر التحالف لعدة أسباب فكنا أمام نوعين من الانتقادات لهذا الموضوع:
1 - من انتقد ذهاب تلك الوفود بطريقة قد تفهم أنها مناطقية جهوية وحتى المسؤولون كلّ ذهب مع وفد منطقته وكان الأفضل أن تذهب وفود تمثل المؤسسات الحكومية وليست المناطق وإن ذهبت منطقة معينة فعلى المسؤولين من أبناء تلك المناطق عدم الذهاب معهم لكونهم يمثلون كل أبناء الوطن وليس منطقة معينة.
2 - وهناك من ترك كل شيء وركز على من دخل يرتدي الأحذية ومن لم يرتدي الأحذية، يمدح هذا ويسب هذا والمقياس هو الأحذية فقط.
سأترك لكم تحديد ما هو الهدف وما هي الفائدة التى سنستفيدها من الانتقادين السابقين لنفس الموضوع، فهدف منهما للمصلحة العامة وآخر لإثارة الفتنة والاسترزاق، مستغلا أية حادثة أو خطأ هنا أو هناك لزرع الكره والبغضاء بين أبناء الوطن، وكان هذا هو عمله الحقيقي حتى وإن كان يتكلم عن حقائق.
وبكذا يستطيع أي شخص أن يميز بسهولة بين الأخبار الصفراء من غيرها وذلك عن طريق التركيز على أهداف وفوائد الخبر..
*- مازن شحيري – عن الأيام