الحدث الاول في تاريخ العالم العربي، هو الإستفتاء الذي انجزته بكل فرحة وبهاء بلاد - كردستان - وحينما نتأمل في الاسماء فنحن كنا نسمي عبر التاريخ اسماء المناطق بساكنها. ف كردستان تعني بلاد الاكراد. وعربستان بلاد العرب وعلى سبيل المثال تتارستان اي بلاد التتار، اذن كانت لدينا روح تتقبل ذلك وتتسامح ولا تنكر الاقوام ولغاتهم واروماتهم .فذهب الله بوعينا.
بالأمس قال الاكراد قولتهم. في استفتاء كاسح لم يبقي في كردستان من مقيم في بيته الا أنتظم ليدلي بصوته. وهناك اعجاب منقطع النظير في ان رئيس وزراء العراق الدكتور- حيدر العــِبادي - تحدث بكلام عاقل، وكان شديد الحصافة فلم ينذر ويرعد ويتوعد الاكراد باعلان الحرب، بل اوضح ان هذا الإستفتاء غير قانوني ولا يقره الدستور.
كان رد القائد الكردي الحكيم- مسعود مصطفى برزاني- ان العراق لم يقبل بهم عبر التاريخ وان العراق اختطفته المذهبيات والخاينات فقد سلمت - البصرة - دون مقاومة، سلمت لاشد واوحش جماعات دموية ظهرت على وجه الكرة الارضية- وهم - داعش.
لكن ما انا بصدده هو هل تتعظ - صنعاء- اليوم ؟ وتدرك أن ما وقع في كردستان قد يتكرر في الجنوب ، اقولها وصنعاء تحتفل بعيدين للثورة عيد 21 سبتمبر وعيد 26 سبتمبر وهو العيد الذي خانه أهله وثواره يوم سلمت صنعاء سلاحها وعتادها وقالت - لانصار الله -أدخلوها أمنيين ! وأحتفال 26 سبتمبراليوم هو مثل الذي يحتفل بعيد زواجه بعد ان طلق زوجته!!.
وحينما نرى العنت والاستكبار في صنعاء، فهل تدرك صنعاء ان الجنوب جاهز لمثل هذه التطورات الزلزالية، فتعود صنعاء إلى رشدها، وتنبذ الحرب بل وتتصالح مع نفسها ومع سكانها وجيرانها ، حتى لو كلفها ذلك بعض المرارات . لقد وصلت الامور ان الجنوب اليوم هوى الاقوى بحقه وعقيدته في انتزاع سيادته دون تفاوضات او مشاورات او وساطات.
للجنوب هوية تحددها الجغرافيا والتاريخ والثقافة. ولديه طموحات كرستها رعونات صنعاء وحروب صنعاء وخصومات صنعاء. فكل ما يعانيه الجنوب هو من مثالب صنعاء ولا سواها .
الجنوب ليس بينه وبين السبتمبريين القدامي خصومات تاريخية ، ولا بين الجنوب وانصار الله تحاقدات، بل كان الجنوب اكثر من يتالم عند دك قرى - صعدة - وحرق مزارعها وتشريد اهلها في حروب طائشة عدمية مُلغزة، بل وشق على الجنوبيين السنة فتح المعاهد السنية في عقر دار الزيدية.
أنصار الله هم اليوم الرقم الصعب في الشمال ولا ننكر ذلك، فهم الزموا صنعاء واصمتوها ! وهم الرقم الصعب في الشمال لكن الجنوب هو الرقم الاصعب!! بتقدير الجميع .
لن يقبل الجنوب بتسويات مهينة اوترضيات، وليس الجنوب من يراضي ويتوسل الحلول ، فقد انتهى عهد الضعف وشحت الحلول والحقوق. وعلى صنعاء ان تستجيب وتقبل بتسويات مرضية ، لابقاء هذه المساحة بعيدا عن التمزقات والتشظيات .وأن أبت. فلا تلومون من ركب الأسنة. لانه لم يجد الاّ الأسنة مطلبا.
فاروق المفلحي