كثيرون يصفون الشعب اليمني بشعب -أحمد- نسبة الى الامام أحمد حميد الدين طيب الله ثراه. فانا ادعوا له لانه علم اعداد كثيرة من ابناء يافع. في مدرسة - قعطبة - التي باعوها قطع ارض بدلا ان تبقى ارثا تاريخيا تليدا.وذلك ايام الوئام الجميل.
لكن انا لست بصدد السياسية فهي مرة وتفقدك حتى حميمياتك مع اقرب الناس واخلصهم، فانت تتحدث عن صنعاء وتصفها بانها اجمل مدن العالم ، فيأتي شخص من بعيد ويتهمك بانك تقهر بهذا الحب ارضك الجنوبية وتداهن خصوم الوطن. لذا أبراء بنفسي من السياسة اذا كانت تطغى على كل ذكرياتي وصداقاتي وغزلياتي ببنات صنعاء اليمن .
لكنني لست بصدد الغزل رغم انني اكتب الشعر، والغزل مهمتي الاولى، وما بقي من شعرنا العربي عبر العصور الا الشعر الغزلي، ولولا الغزل لهجرنا الشعر والقوافي وربما لن يجد اي شاعر فرصة لبيع ديوانه .
اعود الى ما انا بصدده وهو ان كل شعوب العالم تتهرب من الخدمة العسكرية ، وترى بها المخاطر المحدقة والموت المتربص، وتعب الطوابير والعنف التدريبي وهوان الراتب وهوان العسكري المجند ، وهو تحت سطوة رقيب وكانه - فرعون الملعون- الا في اليمن فالخدمة العسكرية امنية وهيبة .
لماذا ابناء اليمن يعشقون العسكرة ؟ سؤال بحجم الوطن، وجوابه سهل !! وهو ان تاريخ اليمن وعبر قرون ومن ايام ذو نواس الى أسعد الكامل مرورا بذي يزن.، كانوا يعشقون العسكرة. لانها تمنحهم فرصة اكل عيش ولكن خلف اكل العيش الشخط والنخط على عباد الله ، فبمجرد ان ترتدي - الميري- تصبح سطوة وهيبة وقسوة .
لكن هناك امور اخرى تدفع بالشباب الى -العسكرة - رغم ان الموت يتربص بهم!! وهو قطعة السلاح التي يتمنطقون بها والتي تعبرعن تملكك لسلاح فتاك يمكن ان يجندل فرقة بلحظات . هنا ايضا حب التباهي بانك قوي وسلطوي ومفترس .
من حسنات الشعوب كره - العسكرة- لانها تقصيهم عن التعليم وعن الهجرة وعن الزراعة وحب المهن والحرف والتي هي سر النجاح، لكن شعب احمد من يوم ما يولد وأمه تدعي الله ان يصبح ولدها عسكري. بل ويشترون له ثياب العيد بدلة - مارشال - او- لواء- مطرزة بعشرة نياشين ونوط خدمة الوطن. ونوط محارب- وحدوي- .
هنا الوحدة تكشف انها لم تكرس عبر الحب والمصالح بل عبر القسوة والعنت والعسكر ومتاريس وخنادق، وهذا والأوسمة تفضحنا ف - نياشين - الشجاعة هي قسوة وفتك وتربص، تشهد بذلك اوسمة وانواط 7 يوليو .
*- كاتب وأديب برانتفور كندا