على تبعية أحداث أزمة قطر مؤخراً، لاحظ الكثير من المتابعين أن حزب الإصلاح البمني انقسم إلى قسمين: أحدهما يوالي السعودية ويهاجم قطر، والآخر يوالي قطر ويهاجم السعودية، وهو القسم الأكثر فجورا وتحريضاً.
الغريب في الأمر أن كلا القسمان مجمعان على مهاجمة الإمارات والمجلس الإنتقالي الجنوبي، شريكا السعودية الفاعلان على الأرض، سواءً فيما يتعلق بمحاربة مليشيات الحوثي وصالح، أو في مكافحة الإرهاب.
من يتابع نشطاء حزب الإصلاح الموالين للسعودية سوف يجد تصريحاتهم تدعي إلى التعقل فيما يخص قطر ولكنهم لا يتعقلون في تحريضهم ضد الإمارات ومصر والمجلس الجنوبي، بل ستجدهم ينشرون الإشاعات المغرضة ويفبركون الأخبار المسيئة بشكل يومي، دون أي تورع أو حصافة.
أما طرف حزب الإصلاح الموالي لقطر فستجد أنهم أكثر من يفجرون في الخصومة، بل ويهاجمون السعودية دون كلل ولا ملل، رغم حلم الحكومة السعودية وتجاوزاتها اللا متناهية عن بذاءاتهم واساءاتهم، حيث لم نر أي ضغط سعودي على قيادتهم المتواجدة في الرياض رغم أن ذلك الفجور يظهر بشكل واضح أنه يتم بتواطؤ من الأمانة العامة ومجلس شورى الحزب.
من الواضح أن دخول حزب الإصلاح في إطار التحالف العربي ليس من أجل ضرب مليشيات الحوثي وصالح، وإنما للانتقام من دول التحالف العربي وطعنهم من الخلف، ويظهر ذالك جليا في عدم انتصار الجبهات التي يقودها حزب الإصلاح.
وأرى بأن مساعي حزب الاصلاح للانتقام من الدول الثلاث التي تشكل أعمدة التحالف العربي (مصر والسعودية والإمارات) يأتي ردا على دور هذه الثلاث الدول في إفشال حلم الإخوان المسلمين ومنع سيطرتهم على الحكم بالمنطقة من ركوب موجة ثورات الربيع العربي للسيطرة على المنطقة.
ورغم حدة الانقسام بين طرفي حزب الإصلاح، إلا أنهما لم يهاجما بعض، ويظهر الإطار العام للمراقب وكأنهم يعملون من مركز إعلامي واحد.
المتفحص في الأمر سوف يجد أن بعض الكتابات التي تنشرها توكل كرمان أو الشرعي أو الآنسي المهاجمة للسعودية تظهر عليها لمسات اليدومي وغيره من القيادات الساكنة في فنادق الرياض.
فإلى متى يا ترى سيستمر حلم الرياض عليهم، بعد أن استنفذوا كل الفرص السابقة، فكلما تسامحت معهم زاد تماديهم وفحشهم في الإساءة والعداء لها ولحكامها.