تقرير: خلية ‘‘سونيا عبده‘‘ وعلاقتها الغامضة بقيادات عسكرية في الجيش الوطني
لا يزال الغموض يلف تفاصيل حادثة القبض على ما قيل إنها خلية تجسس في عدن تقودها امرأة، تمكن أفرادها من اختراق قيادة المنطقة العسكرية الرابعة التابعة للرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، وقاموا بتسريب وثائق سرية، بينها خطط عسكرية شاملة تبين تمركز قوات «التحالف العربي» ومراكز القيادة والسيطرة والتحكم في مختلف جبهات القتال.
مصادر أمنية في عدن تقول: ، إن الخلية المكونة من 7 أفراد سربت، لـ«للحويين »، خططاً هجومية ودفاعية، وكشفاً يوضح نوعية الأسلحة التي يستخدمها «التحالف» والقوات الموالية للرئيس هادي في جبهتي كرش والمخا. وبحسب المصادر فقد اعترف بعض أفراد الخلية المنتمين إلى محافظة تعز وسط البلاد، أثناء جلسات التحقيق، بمسؤوليتهم عن عمليات تفجير بعدن طالت مواقع عسكرية هامة، بينها تفجير معسكر جبل حديد قبل أشهر والذي أودى بحياة أكثر من 30 جندياً.
تدعي المصادر، أيضاً، أن الأجهزة الأمنية في عدن تمكنت من القبض على جميع أفراد الخلية بعد اكتشاف «التحالف» لعملية تسريب للخطط العسكرية من قبل قائد عمليات المنطقة العسكرية الرابعة، المعين من قبل الرئيس هادي. وتلفت إلى أن محاضر التحقيق معه بينت قيام نجله الأكبر، الموظف أيضاً في مركز عمليات المنطقة العسكرية الرابعة، بإرسال كافة الوثائق، وتحويل جميع البلاغات والمراسلات الصوتية الهامة بين قيادات عسكرية رفيعة، أولاً بأول، إلى مركز عمليات قيادة «الحوثيين » في محافظة إب. كما بينت اعترافات الخلية تولي زوجة نجل قائد عمليات المنطقة العسكرية الرابعة مهام التنسيق بين أفراد الخلية وبين زعيمتها الشهيرة، سونيا عبده (48 عاماً)، وكذلك مهام تبادل التعليمات والاتصالات بين أفراد الخلية وبين «الحوثيين » عبر رسائل الـ«أس أم أس». مصادر أمنية في عدن تقول إن الخلية سربت لـ«أللحوثيين » خططاً هجومية ودفاعية
تضيف المصادر أن اعترافات المتهمين المسجلة في محاضر رسمية، والرسائل النصية الموجودة في هواتف أعضاء الخلية، تظهر وجود علاقة بينهم وبين قائد رفيع في «الجيش الوطني» معين بقرار جمهوري، يتولى حالياً قيادة مجاميع القوات لهادي في محافظة تعز، وهو قيادي بارز في حزب «التجمع اليمني للإصلاح»، بحسب زعم المصادر، التي تنقل،، أيضاً، أن عناصر الخلية اعترفوا بقيام أحد أفرادها، وهو مالك مطعم شهير في حي الشيخ عثمان، بمهام تزوير وثائق وتراخيص حمل أسلحة وأوراق مرور على النقاط والحواجز العسكرية، صادرة جميعها باسم قيادة المنطقة العسكرية الرابعة. وتتابع المصادر أن عدداً من الرسائل النصية المتبادلة بين أفراد خلية التجسس تكشف تكليف قيادات عسكرية رفيعة في تعز، موالية للرئيس هادي، بحماية زعيمة الخلية، سونيا عبده، بعد تعرضها للتهديد من قبل أشخاص مجهولين داهموا منزلها في محافظة تعز، بحسب الرسائل.
ووفقاً للمصادر، فقد تمكنت الأجهزة الأمنية في عدن من الإيقاع بسونيا عبده من خلال اتصال أجرته زوجة نجل قائد عمليات المنطقة العسكرية الرابعة، التي تم القبض عليها وزوجها في وقت سابق، بسونيا، ودعوتها إياها إلى النزول من تعز إلى عدن في أسرع وقت للأهمية، وهو ما تم بالفعل، ليتم إلقاء القبض عليها في عملية دهم لمنزلها في عدن بعد 3 ساعات من وصولها. وقد عُثِر في منزلها على كميات من الأسلحة النوعية، وأجهزة تفجير عن بعد، ومبالغ مالية، وبطاقات متنوعة، وجوازات سفر بينها جواز سفر دبلوماسي.
والجدير ذكره، هنا، أنه عقب اعتقال سونيا عبده من قبل أجهزة الأمن في عدن مطلع يونيو 2017م، أطلقت مواقع إخبارية حملة إعلامية للمطالبة بإطلاق سراحها، وقالت إن أجهزة الأمن في عدن اعتقلت ناشطة حقوقية. كما سعت قيادات حكومية إلى ممارسة ضغط كبير على إدارة أمن عدن بغية الإفراج عنها، بدعوى أن استمرار اعتقالها يضع حكومة الرئيس هادي في حرج كبير أمام المنظمات الدولية.
وبعد اعتقال دام لأكثر من 3 أشهر، تمكنت سونيا عبده، قبل أسابيع، من الفرار بمساعدة آخرين من أحد المشافي الطبية في عدن، والذي جرى نقلها إليه بعد تدهور صحتها في معتقل البحث الجنائي.
*- عبدالخالق الحود