سالني صديق وقال لماذا هناك حملات قاسية وشديدة على الشرعية؟ وقلت له ان المثل الشعبي يقول - من شاف ما يكره فارق من يحب - وهذا وبصدق المثل ينطبق على الشرعية. نعم الشرعية قصّرت بل كثيرا وتخاذلت وخذلت عدن التي تعيش ظلماتها وعطشها في أتون صيفها المثقل بالحر والرطوبة .
مر العيد بعد العيد والموسم بعد الموسم، وحديث الناس المستدام عن أمنية توفير الخدمات من كهرباء وماء. خدمات توفرت لكل مدن الدنيا من - هايتي- الى هرجيسا- في الصومال . هذه الخدمات بدونها تتعثر الحياة وتتكدر الاوقات في عدن و تحت قيض الصيف، فيستيقظون الناس على نهاررطب حار، وتنام الناس على فراش من قلق وكدر وسهاد.
كل هذه المنغصات والمرهقات والعذابات طالت واستطالت دون اي مبررات، وكأن الحكومة توزع التيار الكهربائي مجانا وكذلك الماء. فكل شيء في وطني - بحسابه- من قرص الدواء الى الكراسة المدرسية بل وحتى فراش السجن وكفن الشهداء.
لكن عدن ورغم هذه الصبر -الأيوبي- وقبول المواطن الدفع لاي خدمة بدون تردد، ف عدن تختنق وتصاب بالعطش فضلا عن الأنفلاتات الأمنية والإغتيالت والسرقة والإعتداءآت، التي طالت محلات الصيرفة بل والبنوك -وكأن لعنة الفراعنة - قد اصابت هذه المدينة الساحرة.
هناك من يؤكد ان الشرعية لديها من الإمكانيات والقدرات ما يمكنها من تسيير الاوضاع في عدن، وجعلها أنموذج لمدينة تعج بالحياة والامن والأُنس. فهناك مدد وعون سخي من قبل دول التحالف، وهناك عوائد وضرائب بل وجمارك ميناء عدن الذي يمكن ان يضخ الى الميزانية ب 9 مليار ريال شهريا.
لم نعد نستطيع أن ندافع عن الشرعية في ظل هذه التراخي والتسويف وضعف الإستجابة والنكوص، فكل من كتب مؤيدا للشرعية، تصيبه سهام الناقدين، بان قلمه - يستطيب - التملق والمداهنة، فنسكت ونؤثر الصمت في احسن الاحوال.
ساعدونا على أن ندافع عن الشرعية، ولو بتحقيق اقل الطموحات، فنحن إن سكتنا خفنا من الله، وأن تكلمنا خفنا من معاوية، كما قال أحد الأعراب