كيف ندفع بالشباب الخليجي الى العمل؟

2017-08-28 07:31

 

في حوار ضَمني مع بعض الإصدقاء، حيث حددنا موضوع النقاش وهو عنوان مقالي هذا ، ومنحنا انفسنا فترة اربعة ايام ، لنتأمل فيما سنقول، ف تفاحة - نـــيـــوتن- لم تكتشف الجاذبية بل لحظة التأمل التي كان يعيشها نيوتن .ولقد امعنت في التأمل مقارنا دول الخليج بدول متقدمة ومن حقي ان اقول واعبر واقارن شباب الخليج ب شباب- كندا-.

وعن شباب كندا، فهم يقبلون على العمل -أي عمل- بروح عالية لا تعرف الكلل ، وهم بهذا قد ترسّموا خطى ابائهم وأجدادهم ، منذ ان كانت الفصول الثلجية تحاصرهم معظم ايام السنة ، فاذا فاتهم الصيف وموسم الزراعة فهم في خسران مُبين.

 

هنا في كندا وكل العالم المتحضر يحصلون العمال على رواتب مجزية، تدفع لهم وبالساعة وتشجعهم على قبول اي عمل مهما كانت نوعيته، على ان تأخير استلام الأجر وبالشهر وليس بالإسبوع او نصف شهري يبطء الحراك الإقتصادي وهذه حقيقة لا جدال فيها.

ثقوا ان صرف الرواتب اسبوعيا او نصف شهري يحرك الاقتصاد وينعش المبيعات وبشكل مستدام . كان السبب في الدفع الشهري، هو متعاب المحاسبة والصرف النقدي ،واليوم وعبر الحواسيب، لن نحتاج سوى لجهد ساعات لصرف الرواتب ألكترونيا.

 

عن السبب الذي جعل شباب الخليج وعلى الاخص شباب المملكة، يأنفون من العمل وخصوصا العمل اليدوي والحرف الفنية!! فهو تراكم ثقافي سلبي في ان العمل الحرفي او العمل العضلي هو لغير المتعلمين او من إختصاص الاجانب.

وطالما والشاب الخليجي وخصوصا السعودي يقبل على العمل المرهق والمضني في حقول النفط والتنقيب. فلماذا لا يعمل في قطاع البناء والتشييد والمصانع ؟ والسبب ان الاجانب يحصلون على رواتب -الكفاف - والموطن بصدق لن يقبل به

 

كما ان التاجر ورجل الاعمال يهمه ان يحصل كل موظفيه على الرواتب الدنيا، ويهمه أيضا رخص منتجه مع ان - الأتمتة - قد حلّت هذه المعضلة فهناك مصانع تعمل بالروبوتات ولا يوجد بها سوى المشرفين والفنيين.

الحل - كما راينا واجمعنا - ان تعلن الدولة الحد الادني للأجور بحيث تكون كحد أدنى 20 ريالاَ في الساعة . اي 160 ريالاَ في اليوم. وبهذا سوف يقبل الخليجي على العمل لان الراتب سوف يمنحه فرصة تحرير نفسه من ربقة الفقر والبطالة، وتمنح فترة تطبيق القرار 3 سنوات، حتى لايتسبب القرار في ارباك العمل في المصانع والشركات.

لكن المعضلة بل الكارثة هو رفض رجال الاعمال والتجار، منح العامل هذه الراتب، لانهم يبيعون بضاعتهم رخيصة، وهم بهذا سوف يرفعون من قيم البضائع او الخدمات. نعم نقول لهم ارفعوا اسعاركم فسوف تشتريها الناس وان ترددت في البداية ، وليتحمل الشعب نسائه ورجاله إطفاله ومسنيه وكل أطيافه سوف يتحمل الشعب ضريبة انتشال ابنائه من مهالك البطالة ومذلات الحاجة والقهر والهوان. فاصعب عمل واذله ان تكون بدون عمل.

 

قارنوا علبه - البيبسي كولا- في - كندا- تباع في البقالات ب ثلاثة ريالات سعودية ، وربع شطيرة بيتزا تباع ب 12 ريال سعودي. هنا ندفع بالسعر العالمي، ونشغل ابناء الوطن فهم أمانة في أعناقنا .علما ان منظف صحون في مطعم في كندا يحصل شهريا على راتب وقدره 1200 دولار مع إجازة يومين في الاسبوع ، واذا لدى العامل اطفال فكل طفل- نعم كل طفل- يحصل على اعانة حكومية لدعم الاسرة حوالي 500 دولار شهريا .

وتذكروا ان دولة بدون ضرائب تخدع نفسها، وتصنع وتكرس مواجعها بكل تصميم وعنوة .