التجربة السياسية للنخب والقيادات الجنوبية المتعاقبة منذ الاستقلال الجنوب عام 1967م و حتى اللحظة كفيلة بان تسٌتخلص في شكل دروس يستفاد منها في اللحظة الراهنة بحيث تتمحور بقالب نظري تُعرض كمادة عملية يتجاذبها الفاعلون السياسيون من الشباب اليوم تبصرهم في معاملاتهم السياسية البينية ، أو مع الأخر بهدف التفكير بكيفية خلق التحالفات الساسية واستثمار الفرص المتاحة وتجنب الانفعالات التي تذهب بصورة غير مباشرة لخدمة الطرف الأخر .
أتمنى من القيادات العقلانية التي وصلت إلى قناعة تامة بإن المرحلة الراهنة لم تُعد مرحلتهم لاخذ دور الريادة التنفيذية المباشر في إدارة شؤن البلاد ، بل ان هناك عملا جليلا ينتظرهم أسمى من المناصب القيادية في هذا الوقت ان كان همهم هو الوطن ؟؟ وهو أن يتقدمون لاملاء أهم شاغر في الساحة الجنوبية ويؤسسون لتجربة مفقودة وعمل غائب، القيام بذلك سوف يخلدهم ويكفر عن أي تقصير لهم في السابق، وان أولوياته تبدأ من التفكير والعمل على مغادرة حالة الخصومة البينية التي كانت نتاج للتجربة المريرة السابقة ، وهذا لا يتم إلا من خلال إزالت حالة التباعد والتناثر الشخصي فيما بينهم والتقدم نحو المبادرة للتواصل الجاد المبني على هذه القاعدة والهدف، ربما ذلك يضع المقدمات الأساسية لتقديم انفسهم مرجيعات وطنية للجميع اكرر للجميع.لاسيما وان هناك بعض منهم من يحس بذلك بحسب معرفتي بالبعض ومن خلال ما يكتبونه في هذا الإتجاه،
لا أحب ذكر الاسماء هنا لانني أبحث عن مشروع وطني وهو ما يتطلب الكف عن الشخوص أولا .
فمن خلال متابعتي الدقيقة وجدت ان هناك من ينظرون للأمور بأكثر علاقنية وواقعية نلمس فيهم نفسّ السياسي الحصيف الذي يريد قول رأي صائب و مفيد ، إلا إن كثيرا من هذا الاراء تذهب ادارج الرياح الفيس بوكية والعبثية الإعلامية.
اتمنى التقاط هذه الدعوة من المعنيين ، ونحن في مركز مدار مستعدين للعمل معهم على تسهيل هذه المقاربة .
د. فضل الربيعي
رئيس مركز مدار للدراسات والبحوث
عدن 25 أغسطس 2017م