أعيش في كندا وهي بلاد زاخرة بالثروات الصناعية والمعدنية ولديها من مصانع السيارات ما تشكل العدد الاكبر ربما في العالم بعد اليابان . صحيح ان السيارات كلها امريكية ويابانية، ولكن معظم مكوناتها يصنع في كندا، كما انها ربما الدولة الأولى في وفرة المعادن والنفط والحقول والارض الزراعية الممتدة لألاف الكيلو مترات،
كندا ليس لديها سفارات في معظم الدول العربية بل لا يوجد لديها سفارات مع الكثير من دول الأوربية والأسيوية، وهي وان اشترت سفارة فتشتريها بعد تقصي ودراسة جدواها والاّ فلافضل لـ كندا هو أن تستاجر سفارة في عمارة اي شقة عادية. ومنها قنصليات في بلدان كبرى رأيت وبنفسي أنها ما سوى شقة عادية جدا.
كندا تحرص على- السنت- لان الدولار يحرص على نفسه. وكندا تتقشف واصبح التقشف طبعها، ف كندا لا تـُعلم طلاب الكليات او الجامعات الا بقروض حكومية، تدفع بعد التخرج والعمل، وكندا يسافر رئيس وزرائها بوفد صغير خشية الانفاق والتبذير. هنا تدرك ان هذه الدولة الثرية تحرص على شعبها وتغدق عليه وتوفر الدولار لعلاجه والعناية بأطفال كندى وصيانة الشوارع والحضانة والحدائق بل وتغدق وتنفق الكثير على إستتباب الأمن والخدمات العامة .
لكن الاغرب هو - اليمن- التي توزع سفرائها وتعينهم في كل من آسيا وافريقيا واوربا، فاليوم تعين اليمن سفيرها في كمبوديا.!!! فما هو حجم التبادلات التجارية بين اليمن وكمبوديا؟ وكم عدد الجالية اليمنية في هذه الدولة القصية، فيمكن لسفير اليمن في الصين ان يؤدي هذه المهمة أو لاي سفارة عربية هناك ان تقوم بهذه المهمة .
ليس لي ان اقول الا ان -اليمن- يتفاخر في فتح السفارات حول العالم ، حينما لا يعرف العالم عن هذه الدولة ، وهي تفتح سفاراتها حول العالم ، فهي من افقر دول العالم قاطبة ، فليس لديها إلى اليوم خدمة منتظمة في الكهرباء والماء والصرف الصحي، بل انها في حالة حروب عبثية عبر تاريخها الموحش.
واذكركم بما قاله- العسكري التركي الذي غادر اليمن وهو يتحدث الى عسكري تركي ذاهبا إلى اليمن.
يا خارجن من اليمن لا تحزنن ْ
يا داخلنْ الى اليمن لا تفرحن ْ
قانونها لا يــُكتبنْ لا يـــُقرأنْ لا يــُفهمن ْ
فاروق المفلحي. كندا