هناك من تحدث لي قبل سنتين حين زار كندا، وانا اثق بتحليلاته ورصانة توقعاته وأقواله، كان حديثة ردا على سؤالي إلى متى ستطول هذه الحرب المتوشحة في اليمن؟. فكان رده مصحوب بزفرة الحزن ! اتوقع ان تطول الى 4 سنوات، واليوم نحن نطوي السنة الثالثة من هذا الحرب العدمية وهناك تمترسات وتشددات وعنت شديد في الجنوح الى السِلم.
لم نتعض منما جرى حولنا فلم تترك الحرب الصومال الشقيق، إلاّ بعد أن أتت عليه، فتمزقت أرضه وهام ابنائه في كل محيطات وبراري العالم، يبحثون عن وطن يأويهم بسلام. ولن تعود الصومال الى عهدها فقد اصابها الجنون والتنطع واصبحت الفتن جزء من جينتها الوراثية.
اليمن اليوم تعيش وعثاء الحروب، وكل ما نراه ونعيشه هو إصرار الإنقلابيين على التفاخر بالإستشهاد والصمور العبثي ومع أنني تعاطفت مع أبناء صعدة وهم تحت الحصار المطبق والقهر،إلاّ ان -أنصار الله- مارسوا بدورهم قهر الشعب بل ساقوه الى ما يشبه الفناء .
وعن أنصار الله فهم اليوم في حالة توعد وتمترس رغم ما يعانوه من وعثاء وفناء، وشحناء أوجدوها بل بعثوها من مراقدها ومنها إحياء نبرة المذهبية المقيته، وكأن اليمن لم تكفها مهالكها ومثالبها، فأتت عداوات -المذهبيات- لكي تضيف الفرقة الى جراحها واحزانها .
لكنني برغم هذا اشعر ان دول التحالف تشد بقبضتها اليوم على- انصار الله - وحليفهم - علي عبد الله صالح- بحيث تعيدهم إلى سواء السبيل.على أن فرصة -انصار الله- سانحة في قبول دول التحالف والشرعية بهم كطرف او - مكون -.
فلنجعل ورقة الأقتراع والصندوق بيننا هو الفيصل . صحيح ان الديمقراطية والإقتراعات ليست بتلك الشفافية، ولكنها بدايات وسنتعلم مع مرور السنوات، ان نحتكم الى هذا الصندوق، طالما ويجنبنا التناحرات والتوحشات والفتك ببعضنا البعض.
لكنني سوف اتفاءل رغم بواعث اليأس والقنوط، فما قرأته اليوم من تصريحات للسيد - صالح الصّماد- ينعش الأمال المهيضة، فقد ابداء موافقة ضمنية على قبول أي مبادرة سلام ، ورغم انه ذيلها بأن لا تكن عبر المندوب الأمميفليس هنا ما يبعث على القلق، ولتكن عبر اي طرف حتى لو أتت من طرف إيران ، فهناك من نوه وشدد على إشراك -إيران- بكل مبادرة اومقترح حل أومشاورات، فهم طرف مؤثر بل ومتوغل في هذه الحرب الضروس .
على ان هناك متغيرات إيجابية بل ملهمة ستشهدها المنطقة تنعش الأمال بمستقبل يعمه السلام ، ومنها ان العراق تسعى بكل ثقة وجدية وخصوصا بعد زيارة -مقتدى الصدر- تسعى الى توطيد علاقات أخوية ترقى وتسمو على اي شكوك وضغائن مع المملكة العربية السعودية، بل انني اتوقع بدايات مبشرة لحوارات مع إيران تفضي الى علاقات ودية و تعاون تجاري مع كل دول الخليج، فالجميع يدرك ان هذه الفتن قد افادت الأعداء وأوغلت فينا خراباً ودماراً ونكالاَ .على انه يجب ان نتذكر انه اذا لم توجد لمنافسك او خصمك مصالح معك فسوف لن تزول العداوات بل تتــفاقــم.
بينما صاحبي قال وفي بدايات الحرب - والألم يفري مهجته- ان الحرب ستطول لأربع سنوات ، إلاّ ان اليوم هناك من كتب في صحف دولية أن - حرب اليمن- ستمتد إلى سنوات طوال!!، وقِيل ان أخبار الصحف الغربية تأتي على قدر الأمنيات.
فاروق المفلحي. كندا