تابعت ما أدلى به محافظ عدن الشيخ عبد العزيز عبد الحميد المفلحي . حيّاه الله . ومن خلال متابعاتي فأنني اجد ان المهمة ثقيلة وعظيمة. وان مكافحة الفساد الذي تعشعش عبر سنوات طوال ليس بالأمر السهل. وكمثال فقد عجزت عن إجتثاث مفاسد الحزب الشيوعي الصيني ،عجزت حكومات الصين المتعاقبة، بكل قوتها وهيلمانها وجبروتها ، كما عجزت البرازيل بكل شفافيتها في لجم هذا الوباء ووقفه ، بل وعجزت إسرائيل، فالفساد اصاب نخبتها السياسية ، رغم ان البعض يكره ان نورد اسمها كمقارنات .
سأل الناس الخليفة - عمر بن الخطاب- رضي الله عنه وقالوا، لما نراك تشتكي من مرهقات المهمة التي توليتها؟ الم تكن بيد من كان قبلك وهو الخليفة ابوبكر الصديق رضي الله عنه ولم يشتك او يتذمر؟ !! .
فقال انها البطانة التي كانت تعينه فهونت المهمة العظيمة عليه ، فحين تولى -ابوبكر - الخلافة كنت انا من بطانته الصالحة!! واليوم انا الخليفة ولا اجد من حولي البطانة الصالحة، التي اعقد عليها عزمي وتخفف عني اثقالها .
ومحافظ عدن بدون بطانة صالحة، ومن الصعب عليه تغيير كل ملاحي المركب في عرض البحر، واملي والحرب لا زالت مستعرة فان مهام المحافظ الرئيسية هي اصلاح من معه، واعادتهم الى سواء السبيل، دون تصدي لهم بل استيعابهم.
وارى ان مهمة المحافظ الاولى والتي هي بعد فروض الصلاة ، هي اصلاح حال الخدمات التي تدهورت في مدينة عدن فصارت عدن المليحة الساحرة، مدينة مشوهة قميئة، تعشقها الملاريا والهوام ويدب في اوصالها التسمم والغرغرينا.
مهمة المحافظ الأولى هي اعادة البسمة ومسح دموع عــدن، عبر إصلاح المرافق ، من كهرباء عتيقة متهالكة، الى شبكة مياه الشرب ، على ان الماء الزلال وفير حول عدن ، وعلى تماس معها سواء في دلتا ابين أولحج -الخضيرة-
كما ان اصلاح شبكة الصرف الصحي التي نشرت لنا كل الجوائح ، هي ثالثة الاثافي. وماء الصرف اليوم تقيم عليه وتزرع - كندا - ومصر- تزرع بمياهه - غابات الخشب- بدلاً من ان يعكر صفو الهواء وينشر الأوباء.
هذا الثالوث الرهيب هو الذي اهلك عدن وذبحها من الوريد إلى الوريد. سدد الله خطى المفلحي وثبته على طريق الحق.