بينما كنت اتابع بالأمس مباراة برشلونة الكتلوني وميلان الايطالي وكيف أن لاعبي برشلونة استطاعوا في اصعب الظروف الفوز بأربعة أهداف مقابل صفر لميلان بينما كان مطلوباً منهم أن يتغلبوا على ميلان بثلاثة أهداف مقابل لا شيء تبادر إلى ذهني وضع الحراك السلمي الجنوبي الصعب قبل ١٤ اكتوبر ٢٠١٢م وكيف كان مطلوباً منه أن يحقق معجزات حتى يستطيع أن يواكب المتغيرات ويفرض نفسه في الساحة السياسية الجنوبية بعد أن كادت أن تتجاوزه المرحلة لصالح حزب الاصلاح، تذكرت حينها الدور الذي قام به ميسي وكيف أن الحراك في ذلك الوقت كان يتطلب ظهور ميسي بين صفوفه لكي يحقق المعجزة برغم الظروف الصعبة التي كان يمر بها وفعلا قدر الله سبحانه وتعالى أن يظهر في صفوف الحراك اكثر من ميسي واللاعب الاخر الذي لا يحضرني اسمه الاًن وأحرز الحراك الهدف الأول في مرمى الاحتلال بمليونية ١٤ اكتوبر والهدف الثاني كانت مليونية ٣٠ نوفمبر والهدف الثالث الذي كان يعتبر هدف الفوز هو مسيرة التصالح والتسامح الراجلة والمليونية في ١٣ يناير في العام الماضي التي بالفعل قلبت الطاولة رأساً على عقب وخلطت الأوراق وغيرت مجريات الأحداث لصالح الحراك وشعب الجنوب وهنا كان الهدف الرابع هو مليونية نحن أصحاب القرار التي أمَّن بها للحراك هدف الفوز المتمثل بمسيرة ومليونية التصالح والتسامح الذي أصاب الاحتلال ومدرب فريق الاحتلال بهستيريا واضحة حتى بدأ يأمر ويوجه لاعبيه جهاراً نهاراً باللعب بخشونة واضحة خارجة عن أبسط أبجديات الروح الرياضية واللعب الشريف والنظيف حتى سقط على أثر هذا اللعب الخشن العديد من الشهداء والجرحى والاعتقالات في صفوف النشطاء السلميين للأسف الشديد، ولكن لم يغير ذلك شيئاً في الواقع الذي يؤكد بأن الحراك قد حسم المعركة بأربع مليونيات نظيفة في مرمى الاحتلال مقابل لا شيء في مرمى الحراك .
والسؤال اليوم هل يستطيع لاعبو الحراك المحافظة على لعبهم النظيف ومستوى تصدرهم وأن يحققوا انتصارات مستقبلاً حتى تحقيق الفوز بكاس البطولة المتمثل بالتحرير والاستقلال واستعادة السيادة الجنوبية الكاملة على كامل تراب الجنوب .
ثقتي بالله أولاً وآخرا فهو القادر على نصر المظلومين وقهر الظالمين ثم ثقتي بالشباب الجنوبيين المخلصين بأنهم قادرون على تحقيق المعجزات طالما وجد في صفوفهم رجال المهمات الصعبة الذين يستطيعون أن يغيروا المعادلة ويقلبوا الطاولة على رؤوس المتحاورين .