تركـــيا والحياد السلبي

2017-07-24 07:14

 

أتابع بكل الم وصدمة مواقف بعض الدول الصديقة لدول الخليج فيما يتعلق بقضية قطر ودورها حيث زجت -قطر- هذه الدولة الثرية والمفعمة بكل أزدهار وثروة ، زجت الى دور مخيف ومريب.

ولقد خاب ظني في دول عديدة كنت اعتقد انها سوف تتدخل لراب الصدع والضغط على حكام دولة قطر في ان يتخلوا عن دورهم الذي تسبب في جراحات و فضائع أمتدت من العراق الى سوريا ومصر وغزة واليمن.

وعن الإرهاب فقد تمدد بشكل مخيف، وطالت يده المخيفة الدول الأوربية ولكن مواقف الدول الأوربية لم يرق َ الى الثقة وحسن ظننا بهم.

ل

كنني لست بصدد أوربا رغم ان مسؤولة العلاقات الخارجية الأوربية حاضرة اليوم في الخليج في مهمة وساطة والسيدة الانيقة الجميلة - فيديركا مورغريني- لمحتها بطلعتها البهية وهي إلى جوار أمير الكويت ، ومورغيني هي اليوم في مهمة وساطة اتت متاخرة جدا. والسيدة -الجميلة صاحبة القد المياس - مستشرقة ومتخصصة في العالم الإسلامي، وهي ربما اول سيدة بهذا العمر تتسنم هذا المنصب المهيب. وعن الوساطة الأوربية فقد أتت متأخرة جدا بل ومخيبة، ولكن لا باس ان تؤنسنا -مورغيني- بطلعتها البهية .

 

لكن مقالي عن تركيا والحياد السلبي، فلقد خاب ظننا لمرات سابقة بعدما تكشف لنا الإنشقاق العمودي الذي تسببت به تركيا في تأييدها- لحماس- لتبدد القضية والوحدة الفلسطينية وتحولها الى صراعات، تتوطد مع مر الايام. على أنني اليوم لا ارى من أمل في ان تستعيد- -رام الله - ارتباطها ب- قطاع غزة - وهناك من توقع ان تــُضم -غزة- الى مصر وتضم ما تبقى من الضفة الغربية إلى المملكة الأردينة الهاشمية.فاصبحنا لا من عثمان ولا قميصه!!

 

وعن تركيا فمن المؤلم انها لم تستجب لمطالب الاصدقاء في الخليج وعلى رأسها الصديقة الموثوقة المملكة العربية السعودية . والتي فتحت لها قلبها قبل اسواقها، فاليوم تزخر البضائع التركية في اسواق المملكة وتستثمر تركيا ما يزيد عن 14 مليار دولار في قطاعات عديدة منها قطاع الصناعة والمقاولات والمشاريع .

تركيا تبدد طاقتها وتصيب سمعتها برذاذ الشك ، فدورها في تاييد المتطرفين واضح وجلي ونحن في اليمن صرعتنا شحنات اسلحتها من شحنات اسلحة سرية تركية، شملت مسدسات كاتمة للصوت الى قناصات، وما خفي كان أعظم.

 

تركيا اليوم وكما يقال انها تحاول ان تعيد حالة الود مع الدول الاربع .هذه الدول التي عانت الويلات من الإرهاب بل ان الدماء لا زالت طرية في ربوع سيناء والقطيف والعراق وسوريا بينما هناك زخم متصاعد -تركي- صامت وخفي في توطيد الود مع دولة قطر بل وهناك جيوش وطائرات تتموضع في القاعدة التركية في قطر،وكل ذلك لا يعبر عن حياد إيجابي.

 

هل تركيا تحب قطر ؟ لا اعتقد ذلك بل ان تركيا تبحث لها عن دور في العالم العربي والإسلامي، ولكن عبر مشاريع مخيفة وخطرة. فإذا كانت تركيا تحب قطر وتخاف عليها، فصديقك من صدقك. فلتصدقها القول وتعيد قطر الى سيرتها الأولى، فقد نأت وانزلقت في مهاوي سحيقة وكل ذلك لن تجني منه قطر الاّ الوبال والحسرات.

تركيا كان عليها ان تتضامن مع الدول الاربع وان لا تنقل طائراتها وبعض فرق جيشها الى قاعدتها في قطر، ف قطر يحميها الله واخوتها اولى بها وبحمايتها. كما ان قطر ليست على خلاف مع اشقائها، فهي من مؤسسي مجلس التعاون وكل شيوخ قطر وابناء قطر تربطهم وشائج قربى باهلهم في السعودية والبحرين والإمارات.على ان المقاطعة لم تصل حدها فهناك اكثر من 618 شركة سعودية وقطرية مشتركة، هذه الشركات تشيد و تستثمر وتعمل في قطر، وهذه الشركات تستعد وتتأهب اليوم للرحيل عن قطر وباستثمارات تزيد عن 50 مليار ريال سعودي.

 

تركيا تريد ان تكون حاضرة وبشكل وسيط، والوسيط تتحدد فيه شروط الوساطة ومنها الحياد الايجابي وعدم إرسال الجيوش والطائرات، بل ان الصحف التركية كما يقال كانت تتباكى على قطر وكأن قطر ظلمت وانتهكت سيادتها وأطبق الحصار حولها.

تركيا اليوم تبيعنا - الحشف - وعن الحشف؟ فهو اسواء انواع التمور، ومع هذا تطفف تركيا بحشفها الميزان !

أحشف يا تركيا وسوء كيلة!!

 

*- فاروق المفلحي – كاتب وشاعر – برانتفورد كندا