الذهنية التي تقف وراء خلق الفوضى وإطالة زمن الحرب!! .

2017-06-28 23:12

 

تطلعنا كثيراً من الشواهد بان عدد من العوامل التي عملت عليها بعض القوى في خلق الفوضى والتي باتت تشكل أهم الكوابح أمام حسم الازمة وتعقيدات الوضع في اليمن بعامة  والمناطق المحررة بخاصة . وهي تحتاج منّا ايضا إلى مزيداً من مضاعفة الجهود لفهم أبعاد ومخاطر الوضع الراهن على مستقبل إحلال السلام  في اليمن ومن ثم إطلاع الجميع تجاه أبعاده ومالآته التي سوف تزيد من استدامة زمن الحرب وتكرار عناوينها وحجم  المعاناة من جرى هذه الحروب في السنوات القادمة . 

وتُمثل فوضى الكيانات والسلاح

 الحاصلة اليوم  في اليمن أحد أبرز عناصر استدامة الأزمة . وتُعد هذه الفوضى المتعمدة  مسؤولة بدرجة أولى ، عن تأخر الحسم وإطالة الحرب ، بل أنها تقف حجر عثرة في إمكانية التوصل إلى تسويات بين الأطراف المتصارعة، وهذا يعود بدرجة أساسية إلى سيطرة التفكير الفوضوي والنفعي الذي تتخذه تلك القوى كوسيلة لتحقيق مآربها خصوصاً مع إنعدام التقديرات السليمة لديها والتي من شأنها تِحد من الفوضى، وتحدد امكانية الفرص والمخاطر ومن ثم ترتيب الأولويات والعمل عليها.

وبدلاً من السعي في ذلك، أتجهت قوى الصراع في التفكير  نحو  إبقاء الصراع مشدوداً إلى أهدفٍ يجنبها أمراء الحرب في اليمن كما كشفتها  تلك الممارسات التي اتخذها هؤلاء  خلال السنتين الماضية من الحرب بفعل تلك العقليات الموروثة من النظام السابق الذي أنتج الدولة العميقة خلال الثلاثة العقود السابقة ، وعليه فانه من غير واقعي ولا ممكن، ان تحسم الحرب في ظل هذه القيادات التي تدير الأزمة في اليمن ما دامت تقيس انتصاراتها بحجم الحيازات والمنافع الشخصية التي يسيطر عليها كل طرف منهم  والمتمثلة بالإستحواذ على الدعم الخارجي والموارد المالية والمناصب الحكومية في حدود الجغرافيا المسيطرين عليها امراء الحرب في الطرافين ...

يمكن القول ان تلك الفوضى التي ظهرت على صعيد الكيانات السياسية والسلاح لم تكن جديدة فقد اعتادوا عليها في النظام السابق عند تعاملهم مع تفريخ التنظيمات الجهادية والقاعدة فضلا عن تفريخ الكيانات السياسية المناؤة للنظام. 

إذ لم تعد مسألة مقاربتها اليوم مهمّة فقط من حيث تأثيرها على الصراع في المرحلة الحالية، بل هي قضية في المرحلة المقبلة، والتي من شأنها أن تحدّد مسار  البلد وحجم المصاعب والمآزق التي تنتظره ما لم يتم  تفكيك تلك الحالة وإيجاد الحلول الجذرية لها،  وتتحمل دول التحالف مسؤلية اخلاقية في تفكيك هذه الحالة، و التعامل مع ما أفرزته الحرب من نتائج على الأرض والمتمثلة في وجود ساحتان للحرب بمضامينها وابعادها الجغرافية والتاريخية والحضارية والسياسية، لعودة تصحيح الاخطاء التاريخية والعودة إلى ما  رسمته خارطة الدم في حربي 1994م - 2017م  .