الرياض دورها وحاجتها .. إصلاح وإخوان وأشياء أخرى ( 3 )

2013-03-12 13:40

مقدمة

الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر قال ذات يوم : طلب الرئيس منا بالذات مجموعة الاتجاه الإسلامي وأنا معهم .... ـ هنا مربط الفرس ـ

 

هذا الجزء من علاقة النظام السعودي باليمن والجنوب وحضرموت ، سيكون كما سابقيه يحتمل التزاماً بالسير في حقل الألغام ، فاللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا ...

بقلم/ سالم عمر مسهور

 

الإصلاح .. وما .. الإصلاح

في طبيعة التركيبة البشرية لشبة الجزيرة العربية امتزجت الأعراف والعادات القبلية وحتى الحضرية بالدين ، هذا التمازج شكل في تركيبة أبناء الجزيرة العربية حالة هي التي حددت ملامح الحركة السياسية والاجتماعية والفكرية في هذا المجتمع الذي بطبيعته أفرز العديد من القيم والخصوصية ، ومن هذا الترابط يمكننا أن نتفهم التداخل بين السياسة والدين ، وكيف أن هذه الخصوصية لهذا المجتمع أٌخضعت بشكل ( جمعي ) في توافق أصبح مألوفاً لدى المحيط سواء العربي أو الدولي ، ولكن ثمة حالة أخرى في المشهد اليمني نظراً لاختلاف نظام الحكم السياسي عن بقية دول الجزيرة العربية ، هذا الاختلاف أنجب حالة أخرى في تزاوج السياسة بالدين بالقبيلة ...

حركة الإخوان المسلمين التي تصادمت مع كثير من الأنظمة السياسية العربية على مدى عقود طويلة من التاريخ لها تجربة مختلفة في اليمن ، ورغم نشأة حركة الإخوان المسلمين التقليدية في اليمن إلا أنها وخلال ثلاثة عقود من حكم الرئيس علي عبدالله صالح تصالح الطرفان على المنفعة السياسية فيما بينهم ، وقد ذكر الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر في مذكراته نصاً : " طلب الرئيس منا بالذات مجموعة الاتجاه الإسلامي وأنا معهم، أن نكون حزباً في الوقت الذي كنا لا نزال في المؤتمر... قال لنا: كونوا حزبًا يكون رديفاً للمؤتمر، ونحن وإياكم لن نفترق وسنكون كتلة واحدة، ولن نختلف عليكم وسندعمكم مثلما المؤتمر، إضافة إلى أنه قال: إن الاتفاقية تمت بيني وبين الحزب الاشتراكي، وهم يمثلون الحزب الاشتراكي والدولة التي كانت في الجنوب، وأنا أمثل المؤتمر الشعبي والدولة التي في الشمال، وبيننا اتفاقيات لا أستطيع أتململ منها، وفي ظل وجودكم كتنظيم قوي سوف ننسق معكم، بحيث تتبنون مواقف معارضة ضد بعض النقاط أو الأمور التي اتفقنا عليها مع الحزب الاشتراكي، وهي غير صائبة ونعرقل تنفيذها، وعلى هذا الأساس أنشأنا التجمع اليمني للإصلاح " كان هناك فعلاً تنظيم قائم في الساحة السياسية اليمنية، وهو تنظيم الإخوان المسلمين، ولديه التنظيم الدقيق والنظرة السياسية والأيديولوجية ، والتربية الفكرية التي يمارسها الإخوان المسلمون في جميع أنحاء العالم ، وقد دخل في هذا التجمع ، وأصبح النواة الداخلية في التجمع اليمني للإصلاح ، وكان من العناصر التي أسهمت في التأسيس جميع العلماء، وكل ذوي الاتجاه الإسلامي، من أمثلة السيد محمد المنصور، والسيد أحمد الشامي، والسيد عبدالله الصعدي، والسيد محمد المطاع، وكبار العلماء من السادة وغيرهم ( كتاب "الإسلامية اليمنية" )..

كانت أيديولوجية الإخوان المنغلقة أكثر من غيرها، تعمل داخل التجمع اليمني للإصلاح من حيث المسلكيات القديمة ، وإن كانت تفرضها عهود السرية في ظرف معين له مسوغاته ، وله منطقه ، لكن هذا لا يعني وجود ازدواجية داخل التجمع، وإنما ثمة مخالفة فعلاً لبعض أدبياته وشعاراته ، فالفاعلون الحقيقيون داخل التجمع هم الإخوان ، وغير الإخوان هم مجرد لاعبين ثانويين أو "كومبارس" ، يستدعون في المواسم الساخنة كالانتخابات للإفادة منهم فقط، أما في الأوقات العادية ، فالذين ينشطون ويتفاعلون هم جماعة الإخوان وحدهم...

 

 

لعبة اللحى الطويلة..

منذ العام 1982م كان الأخوان المسلمين جزء من حزب المؤتمر الشعبي العام الذي أسسه الرئيس علي عبدالله صالح ، وظلت العلاقة السياسية بين الطرفين علاقة تبادل منافع وتطويع الرأي العام للرئيس وحزبه السياسي  ، وقد مارس الإخوان المسلمون مع الرئيس سياسة الائتلاف ، واقترب رصيدهم في اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام ومجلس الشورى والمجالس المحلية من أغلبية المقاعد في العادة ، وقاموا بالوقوف إلى جانب السلطة ، وخوض المعركة ضد الماركسيين وخطرهم القادم من الجنوب ، لأسباب عقائدية في جوهرها غالبا...

كان الإسلاميون لا يزالون يمثلون الحليف التقليدي في حسابات السلطة التقليدية في صنعاء، لمواجهة احتمالات اختلالات القوى لصالح الطرف الثاني: الحزب الاشتراكي اليمني ، خصوصاً في ظل بقاء المؤسسة العسكرية منفصلة وغير مدمجة.

وكان قد برز تيار إسلامي قبل الوحدة قاد حملة ، ليس لرفض الوحدة ، بل لرفض الماركسيين من الطرف الثاني الموقع عليها، خصوصا وأن المادة الثالثة من الدستور اعتبرت أن الشريعة ليست مصدراً رئيسياً للتشريع، وتم تمرير اتجاه الخط العلماني،وكان قد برز تيار إسلامي قبل الوحدة قاد حملة، ليس لرفض الوحدة، بل لرفض    الماركسيين من الطرف الثاني الموقع عليها، خصوصا وأن المادة الثالثة من الدستور اعتبرت أن الشريعة ليست مصدراً رئيسيا للتشريع ، وتم تمرير اتجاه الخط العلماني ...

وخاض الإسلاميون صراعاً مريراً مع حزبي المؤتمر والاشتراكي من أجل تعديل الدستور الجديد، الذي وصفه الإخوان بأنه علماني ، وقد مارس الحزب الاشتراكي ضغوطه على الرئيس صالح من أجل عدم تعديل الدستور ، مشترطين استمرار الوحدة اليمنية بعدم المساس بالدستور ، ما جعل الرئيس صالح يخوض حملة مضادة لحملة الإخوان المسلمين التي وصلت إلى أرياف ومدن اليمن بأكمله لإقناع الشعب بمعارضة الدستور ، وقد انتهت معركة الدستور بين الطرفين باستفتاء شعبي أصاب الحركة الإسلامية في اليمن بخيبة أمل كبيرة ، خاصة أن نسبة الموافقين على الدستور بلغت أكثر من 98% من إجمالي الذين شاركوا في الاستفتاء...

واستمرت تصفية الحسابات بين الإخوان المسلمين والاشتراكيين في حالة تصاعد، وظهر دور المؤتمر الشعبي العام منذ الوحدة وحتى الحرب التي اندلعت في مايو (أيار) 1994م ، محايداً ، وأسند الدور لحلفائه الإخوان لمواجهة الاشتراكيين ، وهكذا وضع الإسلاميون أنفسهم في مواجهة دائمة مع الاشتراكيين وبعض الأحزاب الأخرى ، واعتبروا المعركة السياسية من واجبهم وحدهم ، مما غيب ظهور المؤتمر الشعبي العام في قلب الصراع وواجهته ، إلا بعد ظهور نتائج انتخابات 1993 النيابية ، حيث ظهر بتحالفه مع الإصلاح ككتلة برلمانية واحدة...

وكان من أبرز علامات التوتر الذي حدث في علاقة الإخوان المسلمين، التي تتخذ تسمية حزب الإصلاح ، مع الرئيس صالح وحزبه ، مسألة المعاهد العلمية ، حيث شدد الحزب الاشتراكي بعد الوحدة من ضغوطه من أجل إلغاء المعاهد العلمية ، وهو مطلبه القديم ، باعتبارها إحدى المؤسسات التي ساهمت في إجهاض مشروعه اليساري في شمال اليمن.

وبالفعل تحالف أعضاء الحزب الاشتراكي والمؤتمر الشعبي في مجلس النواب إبان الفترة الانتقالية ، التي أدارها الحزبان ، لإصدار قانون التعليم، الذي ينص على دمج ميزانية المعاهد العلمية في ميزانية التربية والتعليم،وشكلت حرب الانفصال التي اندلعت في صيف 1994م ، فرصة ذهبية للإخوان المسلمين لتقوية علاقتهم بالرئيس صالح ، والتي كانت قد تأثرت خلال أربع سنوات ماضية بسبب الحزب الاشتراكي ، فشاركوا بفاعلية في الحرب التي انتهت بانتصار دولة الوحدة ، ليدخل الإصلاح بعد ذلك مع حزب المؤتمر في حكومة ائتلافية استمرت حتى العام 1997م ، وقد كان للإصلاح بصماته الواضحة في تلك الفترة  ، كما كان له دور واضح في استعادة جزيرة حنيش ، وتسوية الحدود السعودية اليمنية ، عبر مسؤول العلاقات السياسية الدولية بجماعة الإخوان المسلمين يوسف ندا، كما جاء في شهادته بقناة الجزيرة الإخبارية ...

ثم كان أن عمد الرئيس صالح بعد انتخابات 1997 إلى تحجيم جماعة الإخوان المسلمين في اليمن ، عن طريق تجفيف منابع هذه الجماعة ، سواء في المساجد أو المعاهد العلمية ، التي كان لا بد للرئيس صالح من إلغائها، حتى يضمن عدم انتشارها بصورة أكبر ، وخلال الفترة ما بين انتخابات 1997م البرلمانية ، وانتخابات 1999م الرئاسية ، التي رشح فيها الإخوان المسلمون الرئيس علي عبدالله صالح رئيسا للبلاد، استمرت الحرب الباردة ما بين صالح والإخوان ، إلا أنها لم تتطور إلى حد الاتهامات ، كون الورقة الأهم في علاقة الطرفين ما زالت قائمة ، وهي المعاهد العلمية التي استخدمها صالح كثيرا في إرعاب جماعة الإخوان ...

يقول الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر في مذكراته نصاً : " من الناحية السياسية والاجتماعية، فقد كان الموقف موحداً، موقف الإصلاح والمؤتمر والحكومة والقيادة العسكرية برئاسة رئيس الجمهورية، الجميع كان لهم موقف واحد ظهر فيه التضامن والتعاون والتلاحم، وهو ما جعل الشعب بأكمله يتلاحم ويندفع في المعركة " وبعد انتهاء تحالفه مع حزب الرئيس الحاكم ، عاد التجمع اليمني للإصلاح ليمارس دوره كحزب معارض ، ضمن تكتل أحزاب اللقاء المشترك ، ويقوم بدوره في معارضة القرارات التي يتخذها المؤتمر الشعبي الحاكم، وفي ذات الوقت يخاطب الجمهور اليمني عبر وسائل إعلامه ومؤتمراته ، ودوره في الساحة اليمنية ما زال مؤثراً ، بل يزداد تأثيره يوماً بعد يوم بشهادة النقاد والمحللين ، والمهتمين بالشأن السياسي اليمني ...

 

الإخوان والقاعدة .. واحد لا شريك لهما

من كل هذا السرد نتوصل إلى حقيقة دامغة ، فالإخوان المسلمون هم النظام الحاكم ، والنظام الحاكم هو الإخوان المسلمين ، ولعبة تبادل الأدوار التي انتهت مع ثورة التغيير 11 فبراير 2011م انتهت النهاية الطبيعية لمسار التاريخ السياسي اليمني الذي اعتاد على الانقلابات داخل البيت الزيدي ، فما حدث في 26 سبتمبر 1962م كان انقلاباً داخلياً ، وانتهت سنوات الصراع اليمني بوصول الرئيس علي عبدالله صالح للسلطة والذي انتهت فترة حكمه بالانقلاب كما انتهى تماماً حكم الإمام في 1962م ، وهي ذات الدراما التي حدثت قبل نصف قرن إذن هل يوجد إخوان مسلمون في اليمن أم نحن أمام حالة أخرى ...؟؟؟

الإخوان المسلمين في اليمن دون غيرها هم نتاج تزاوج السياسة والدين والقبيلة والسلطة والفساد ، وحتى مرشد الإخوان في اليمن محمد اليدومي كان ـ باهتاً ـ في مقابلته مع قناة الجزيرة الإخبارية في برنامج بلا حدود مع الأستاذ أحمد منصور الإخواني هو الآخر ، إذن هذا التزاوج هو الذي أنتج هذا الناتج الشاذ في المنطق الطبيعي ، فليس من منطق يمكن أن يفسر هذا التزاوج الذي جعل من الإخوان في اليمن يعيشون حياة مختلفة عن كل الإخوان المسلمين في العالم بلا استثناء ، ففي حين مئات الآلاف من قيادات وكوادر الإخوان المسلمين قضوا سنوات طويلة في السجون والمعتقلات وآخرين منهم عاشوا مطاردين بقي إخوان اليمن يعيشون حياة مرفهة بين البيوت والقصور دونما رقيب أو حسيب ...

الخطر الإخواني في اليمن كان ولازال مرتبطاً بتصدير الإرهاب الفكري والعسكري ، والغريب هنا وهو أمر لافت أن ما أعقب حرب الولايات الأمريكية في أفغانستان نهاية العام 2001م والحملة الأمريكية التي شنتها على عناصر تنظيم القاعدة في يناير / كانون الثاني  2002م في مأرب ثم اغتيال القيادي أبوعلي الحارثي ، وحيث أن التركيبة الطبيعية لعناصر القاعدة كانت متوافرة في المناطق الشمالية نظراً للطبيعة الجغرافية التي يمكن فيها الاختباء ، وهو ما حدث على مدى سنوات حتى منتصف العام 2009م حينما بدأت عناصر تنظيم القاعدة في التواجد جنوباً وفي حضرموت ...

ما حدث هو أن الرئيس علي عبدالله صالح الذي اتخذ من الحرب على الإرهاب وسيلة لتكريس وجوده في سلطة الحكم من خلال تفريغ العشرات من عناصر التنظيم لزعزعة أمن المملكة العربية السعودية تحديداً ، ولعل عمليات التسلل عبر الحدود بين اليمن والسعودية في مسألة الإرهاب شكلت ومازالت هاجساً أمنياً مكلفاً على النظام السعودي ، وإذا كان النظام السعودي قد نجح إلى حد كبير في تفكيك القاعدة فكرياً وميدانياً داخل حدوده فأنه لن يستطيع عمل ذات الشيء مع القاعدة في اليمن نظراً لأن اليمن حكومة ونظاماً وحزباً إصلاحياً يعملون على تفريخ عناصر قاعدية جديدة بذات الأموال التي تدفع لمكافحة عناصر تنظيم القاعدة ..

 

الإخوان .. عندنا

في حضرموت والجنوب هذه المساحة الواسعة التي تمثل ثلثي مساحة الجمهورية اليمنية لم تعرف خلال فترة حكم الحزب الاشتراكي ( 1967م ـ 1990م ) هذه النمطية في التزاوج ، ولم تعرف هذه المرحلة التاريخية أن حدود اليمن الجنوبي بالمملكة العربية السعودية شهدت توترات من هذا القبيل ، وإنما اقتصرت على توتر سياسي طبيعي في ظل الصراع الأيدلوجي بين البلدين وحتى مع سلطنة عمان شرقاً والجمهورية العربية اليمنية شمالاً ، أما تهريب السلاح والمخدرات والعناصر الإرهابية المدربة لم يكن شيئاً موجوداً حتى العام 2009م ، وهو العام الذي شهد تحولاً مهماً في أعقاب ظهور السيد علي سالم البيض 21 مايو 2009م ...

لا يمكننا تجاهل انتشار عناصر القاعدة في حضرموت والجنوب برغم أن الطبيعة الجغرافية لا تخدم هذه العناصر وطرقهم المعروفة في الاختباء وتنفيذ العمليات ، وجاء هذا الانتشار بأوامر من الرئيس صالح مباشرة وبدعم لوجستي من حزب الإصلاح الذي وفر كثير من الأرضية لهذه العناصر التي عملت على إبراز الجنوب كحاضن للإرهابيين المتطرفين إسلامياً ، وجاء احتلال منطقة أبين في الجنوب بكل ما فيها من معطيات كضرورة بين السلطة والتنظيم ، ونجح الأهالي قبل قوات الجيش اليمني في مقاومتهم وطردهم لينتشروا في المساحة الجغرافية الكبيرة داخل مدن وقرى حضرموت والجنوب ...

في العام 2012م شهدت حضرموت تحديداً حالة طارئة في علاقة تنظيم القاعدة عندما قامت الطائرات الأمريكية بشن هجماتها الصاروخية على أهداف التنظيم ، ومن بينهم شقيق القيادي الإصلاحي صلاح باتيس الذي قتل بغارة أمريكية في مدينة القطن في سبتمبر / أيلول 2012م ، وما صلاح باتيس إلا عبدالمجيد الزنداني جمعا كغيرهما السلفية والإخوانية لخدمة السلطة حتى جاء موعد إسقاطها أو التآمر عليها أو الانقلاب عليها ، وكلها معانٍ واحدة لمضمون واحد ..

لم تعرف حضرموت وباقي المناطق الجنوبية حالة من التطرف الديني ، بل أن المعروف هو احتضانها للمذهب الشافعي ، وعرفت هذه البلاد انسجاماً كان هو العنصر الرئيسي في أعظم ما أنجزه الشعب الحضرمي على الإطلاق وهو إدخال الإسلام إلى شعوب شرق آسيا والشرق الأفريقي ، في ظاهرة بشرية تحتاج إلى كثير من البحث فيها ، فكيف دمجت الأخلاق والقيم في الإسلام وقادت هذه الشعوب الأعجمية إلى دين الله تعالى ، هذه القيم أخطأ فيها الفكر الخبيث أن يخترقها في البلاد الحضرمية فلم يجد مستقراً له فيها ...

 

الرياض .. هدف للشر

علاقة المملكة السعودية كنظام دولة كبرى في الشرق الأوسط مع هذه التيارات المتطرفة علاقة محسومة ، وإذا كانت السعودية تدفع من ميزانيتها مئات الملايين لتجفيف منابع الإرهاب ، وإعادة تأهيل عناصر هذه التنظيمات ، إضافة إلى المطاردات لهذه العناصر ، والأخطار التي تقاومها الدولة السعودية ، فان على النظام السعودي أن يتأمل فيما يحدث في اليمن من وضعية غير سوية زاوجت كل شيء من أجل الحكم والسلطة وتهديد الجيران وابتزازهم عبر تفريخ هذه العناصر الإرهابية والمخربة ...

وقد بلغ للرياض رسالة مهمة عندما حاول أحد عناصر تنظيم القاعدة اغتيال وزير الداخلية السعودي محمد بن نايف ، ومهما عملت السعودية على احتواء اليمن وهو مازال بيد هذا التمازج الجامع بين القبيلة والمذهب والسياسة والفكر المتطرف الذي من خلاله يمكن توفير الحماية للسلطة وبها يمكن أيضاً توفير الأموال سواء من الداخل أو من الخارج  تحت بنود المساعدات الدولية لقطاعات المرأة وحقوق الطفل أو غيرها من الصناديق التي تستثمر في مشاريع أخرى هي تزويد الجهات المتطرفة بالسلاح وغير ذلك ...