كلما تابعت مجريات الأحداث المتصاعدة مع قطر والدول الخليجية والعربية، كلما تابعت هذه التطورات مع ما يرافقها من تصريحات وعنت أصبت بغصة ، فلقد إستدعت - قطر- الجيوش للتموضع في الارض القطرية، ولقضية لا تستحق كل هذا العنت والغضب والحشد.
ما تتحدث عنه - دولة قطر- أي -الحصار- فهو قول مردود عليها ، فما قامت به الدول الخليجية الثلاث ومصر وليبيا بل واليمن ودول اخرى هو حق من حقوقها في منع التعامل مع - قطر- وهي اي هذه الدول التي أعلنت المقاطعة ، بدورها تتضرر مصالحها بشكل جلي ولكنها أضطرت مرغمة إلى ذلك.
نعم لم يفرض على قطر الحصار ولا التهديد والوعيد ، بل -المقاطعة - في اغلاق الحدود والتبادل التجاري ، وعن المقاطعة ف - أمريكا- تقاطع جزيرة كوبا منذ اكثر من 60 عاما ، بينما لا تبعد - جزيرة كوبا - عن البر الأمريكي سوى 90 ميلا، والمقاطعة هو حق مشروع لأي دولة، فأمريكا وكثير من الدول تقاطع- كوريا الشمالية- بل ان أمريكا قاطعت لسنوات طوال السودان .وقبلها قاطعت أمريكا العراق وحاصرته ، بل وقاطعت في في زمن الحرب الباردة قاطعت امريكا الصين بل وروسيا .
وعن الشروط فهناك من يقول ان بعض الشروط ستعجز- قطر- عن الإستجابة لها، وعلى سبيل المثال، فقطع العلاقات مع - إيران- ليس بالإمكان ان تقوم به - قطر- خصوصا ومصالحها الإقتصادية متشابكة مع - إيران-، فهناك حقل الغاز القطري الضخم ، والذي لإيران بعض من عوائده ، بسبب تماس الحدود البحرية ،وكذلك عن أغلاق - محطة الجزيرة - والتي تسببت في الكثير من التحريض والتشوه في الوعي وفي إرباك المشهد وتكريس الشحناء، وهنا فيمكن ترشيد منابرها الإعلامية، بحيث تصبح رافدة للوعي والوسطية والوئام، وتصلح ما افسدته .
ومرة أخرى فما يحز في الأنفس، هو حينما تستدعي قطر الجيوش! فما حاجة قطر الى كل هذا وهي تعلم علم اليقين ان العلاقات الأسرية والأخوية تحول دون اي تهديد أمني لدولة قطر الشقيقة، بل ان - قطر - عليها ان تلوذ باخوانها وهم عزوتها للدفاع عنها لا ان تستدعي الجيوش الاجنبية للتموضع على ارضها بقصد حمايتها من أشقائها !!.
تستطيع -قطر- بلقاء تشاوري عاجل مع جيرانها ومحيطها العربي، تستطيع حل كل مشاكلها دون إنفعالات او تدويل للقضية او -خطأ - نشر تفاصيل الشروط ال 13 التي وضعتها الدول الخليجية ومصر، وكان من المفروض ان تبقى طي الكتمان .
على انه إذا كانت قطر تنفي عن نفسها هذه التهم فعليها ان تستجيب الى الشروط دون إنفعال او تهويل او عنت، كما ان التهم لقطر بدعم المتشددين لم تتحدث عنه الدول التي أعلنت المقاطعة بل امريكا ورئيسها ترامب نفسه ،لا بل ان الأتحاد الأوربي وجه نصيحة جلية - لقطر- بأن عليها ان تستجيب لمطالب الدول التي اعلنت مقاطعتها.
لقد نكثت قطر عهدا على نفسها بأن تتوقف عن تشجيعها للمتشددين وذلك في توقيعها وثيقة سابقة أبرمتها مع دول الخليج في سنة 2014م ، فتخاذلت عنها قطر وخذلت اشقائها. وما اعلنته الدول الخليجية والعربية عن مقاطعة قطر اليوم هو بسبب تنكر دولة قطر لهذه الإتفاقية التي تهدف إلى إستتباب الأمن وتقوية اللحمة بين الأشقاء، بعد أن عصفت بهم المكائد .
ورغم كل ما نسمعه من مهاترات إعلامية وضجيج ، فعندي ثقة من ان - قطر- ستستجيب لمعظم الشروط، وبهذا تكون قطر قد إنسجمت مع نفسها ومحيطها وعادت الى سربها ، بعد ان حلّقت بعيدا في خضم الأنواء وقصف الرعود وبين الضواري والكواسر .