بعد مرور سنتين وثلاتة أشهر من الحرب في اليمن مازالت الاوضاع تمر في تعقيدات مركبة تلقي بضلالها على كاهل المواطن العادي والفئات الأكثر فقرا ..
خصوصا مع تزايد تدهور الخدمات العامة من صحة وكهرباء ومياة وتفشي الامراض الوبائية، في حين تمسك أطراف الحرب بمواقعهم دون أدنى مؤشرات عن جديتهم في التقدم وحسم الحرب .
لقد أدت كثيراً من العوامل التي تحاول عرقلة تحقيق هدف تدخل دول التحالف والتي تبحث عن إيجاد الحلول للأزمة اليمنية وابعاد خطر التدخل الإرياني في المنطقة .
خصوصا مع تمسك الانقلابيين في المناطق التي يسيطرون عليها ، ولم تتقدم الأوضاع في حسم الحرب لا عسكرياً ولا سياسياً، ليس بسبب وجود العوائق الموضوعية المتصلة بالحرب ذاتها ، كتلك العوائق والتعقيدات التي تواجهها أي حرب في العالم ، بل لأسباب ذاتية تتعلق في أزدواجية أهداف وتوجهات أطراف الحرب في اليمن، وطبيعة استثمارهم لها خلافاً للواقع الذي أعلن عنه في بدأية الحرب، إذ مازال الأمر ملتبس هنا في فهم خلفية هذه الأطراف من حيث طبيعة فهم تداخلهم وصراعهم كاعداء تتناقض مصالحهم واهدافهم السياسية والاستراتيجية .
فالمسألة اليمنية تحتاج إلى مزيدا من الجهد والبحث الاستثنائي الذي يقّرب المراقب من فهم حقيقة هذه الحرب والنزاع بين اطرافها وعلاقتهما بالأطراف الخارجية.
يمكن القول ان إدارة هذا الصراع قد استفادة من واقع تقاطع المصالح الاقليمية والدولية التي افرزها مسرح عمليات الحرب وخصوصا بعد إن اتضحت بعض الأمور كالدور المزدوج الذي تلعبه دولة دور قطر ضد المليشيات بوصفها ضمن دول التحالف من ناحية ودعمها للحوثيين الانقلابيين من ناحية أخرى ، فضلا عن دعمها لحزب الاصلاح (الاخوان ) الذي تفرد في ادارة اعلام الحرب مع طرف الشرعية وسخره لمهاجمت دول التحالف وفي مقدمته دولة الامارات العربية المتحدة والمقاومة الجنوبية بنفس الطريقة التي يوجها لهم اعلام الانقلابييون .
وهذا ما يفسر سبب تأخر الاصلاح في حسم الحرب في الشمال بوصفة القوة الابرز مع الشرعية هناك وبرغم ما يحصلون عليه من دعم الا انهم بقيوا دون تقدم يذكر في مسرح عمليات الحرب وهذا يثير عدد من التساولات التي تبحث عن اجابات مقنعه ؟؟ .
وعليه ان ذلك يحتاج الى مراجعة وبحث معمق لمعرفة الاسباب والاجابة على الفرضية التي تشير الى عدم جدية الشرعية والاصلاح تحديدا في انهاء الحرب وفق اهداف التحالف العربي واهداف المقاومة الجنوبية .
أن قوى الاصلاح جعلت من الحرب والدعم المقدم لها فرصا لخزن السلاح والمالي والاحتفاظ به لمرحلة قادمة كما رددها بعض القيادات الاصلاحية مع المقربين منهم وقولهم بانه غير مرغوب بهم عالميا وخليجيا ومن ثم فهم يستعدون لأي حرب قادمة قد تتجه نحوهم في نهاية المطاف وذلك لهذا يروا ان ما جمعوه من سلاح هو لمواجهة خصومهم مستقبلا ..
هذا الوضع ربما يتفق مع هدف الانقلابييون الذين يريدون استنزاف التحالف من ناحية ومن ناحية اخرى الحصول على الدعم المقدم لهم من الخارج فتمسكهم بالمناطق المسيطرين عليها وتعرضهم المستمر في ضرب البواقر في البحر والاستيلاء على مواد الاغاثة التي يقدمها التحالف للمحتاجين في اليمن هدفها شرعنة انقلاب على النظام عندما استولوا على صنعاء في ظل صمت الاصلاح ومباركة المؤتمر .
ومنها حاول الانقلاببون التوجه صوب مناطق الجنوب لاكمال سيطرتنم على اليمن ..
كان التدخل الاقليمي الذي استند على مضامين الشرعية الوطنية والقرارات الدولية مستوعبا مخاطر مستقبل ما بعد الحرب على المنطقة العربية اذا ما ترك الأمر دون تدخل دول الجوار.
الجدير بالذكر اطراف جديدة قد دخلت مسرح الحرب تقاطعت مصالحها مع دول التحالف غير تلك التي كانت عند إعلان الحرب وعاصفة الحزم ، وهو الأمر الذي يستدعي دول التحالف إلى إعاد وجهة النظر في طبيعة الحرب واطرافها الداخلية وابعاد نتائجها على مستقبل اليمن والمنطقة بعامة. فبعد مرور سنتين و3 اشهر من الحرب وفشل الشرعية في ادارة المناطق المحررة وافتعال كثير من الازمات الداخلية فيها.
وهذا يكشف حقيقة وجهة النظر ة للحرب عند الشرعية والانقلابيين معا المتضمنه جملة من الممارسات التي قدمت مصالح أمراء الحرب عن أهداف الحرب والمتمثل في التفكير بما يجنيه أمراء الحرب في الطرفين من الدعم المقدم لهم من الخارج واستخواذهم على خزائن الدولة وافراغها فضلا عن سيطرة كل طرف على الموارد المالية والوظائف لتصب في مصالح أمراء الحرب والمقربين منهم في ظل تردي الأوضاع الإنسانية والاقتصادية في اليمن .
* رئيس مركز مدار للدراسات والبحوث