العـــُمرة وعوائــِدها المذهلة (الجزء الأول)

2017-06-18 11:21

 

كنا في حوار مع زملاء، بعضهم على دراية علمية في الحقل السياحي . كان الحديث يدور حول الدول التي سجلت الأرقام العالية في إستقبالها  الاعداد الضخمة من الزوار والسواح .

 

بعض الدول تعتبر السياحة من ركائز عوائدها ومداخيلها، والسياحة  اساسها حسن المعاملة وبنية سياحية من مطارات وفنادق ونــُزل وسواحل وأمن وخدمات عامة ومن أهمها المواصلات والمطاعم  والشاطىء النظيفة ، وعوائد السياحة مستدامة بل ومتطورة كما أن البنية السياحية تشكل حالة رقي وأزدهار لاي بلد في العالم.

 

لكن هناك دول لا تحتاج الى شواطىء لازوردية ولا إلى شموس واجواء طقسية معتدلة بل ولا إلى دعاية وترويج . هذه الدول سعيدة الحظ في انها تحفل بموروثات حضارية تاريخية من اثار ومتاحف،  لكن أهم الدول الجاذبة للزوارهي التي - تشد اليها الرحال-  لسبب ديني ، ومن هذا الدول او في مقدمتها المملكة العربية السعودية التي يرى الكثيرون انها يجب ان تحتل المركز الاول في العالم في عدد الزوار والعابرين الى ارضها.

 

وعن  الدول التي تسقطب السواح  وبأعداد ضخمة: أمريكا وفرنسا وكندا واسبانيا والصين وتركيا والإمارات العربية المتحدة  وجزيرة الدومنيكان الرائعة .

 وعن هذه الجزيرة الساحرة فهي تمنح جنسيتها بسهولة لاي مستثمر في السياحة من مطاعم  ومتاجر،وموتيلات،  وكلمة - موتيل- هي مركبة وتعني - موتور هوتيل-  اي فندق المسافرين بالسيارات -  وتقام الموتيلات على الطرقات لتأوي المسافرين . وعن هذه الجزيرة الخلابة  فهي تسمح بمنح جنسيتها للمستثمرين  بمبالغ معقولة جدا، وتسمح لحامل  جنسيتها في زيارة اكثر الدول الأوربية والأمريكية وبدون فيزا.

 

وعن السياحة فعلى سبيل المثال استقبلت الصين والولايات المتحدة الأميركية من السواح حيث تستتقبل 56 مليون سائح سنويا  بلغ ناتجها  في الصين 263 مليار وتستقبل أمريكا 60 مليون سائح بلغ ناتجها  458 مليار دولار.

 

وهناك مدينة - الذنوب- في أمر يكا  كما يطلقون عليها البعض وهي مدينة - لاسفيجاس-  ولاية-  نيفادا - الصحراوية الجافة  والتي يعتمد إقتصادها المزدهر على زوار كازينوهات القمار، والمدينة تخطط لانفاق ما يزيد عن 26 مليار دولار في التوسع في بناء الكازينوهات والخدمات وبناء الفنادق الفارهة لإستقطاب السواح، وكل حيلتهم ومصدر دخلهم هي لعبة - المِيسر-  أي القمار .

 

لم اذكر هذه الأحصائيات الا لكي اوضح ان المملكة العربية السعودية  تستطيع ان تستقطب اضعاف ما تستقطبه اسبانيا من السواح حيث تستقطب اسبانيا 55 مليون سائح سنويا . فالسياحة هي العممود الفقري لاقتصاد اسباينا،  وهي صناعة نظيفة صديقة للبيئة واساسها الخدمات والفندقة والإبتسامات وجمال المكان وتقديم  أطايب الاطعمة ونظافة وأمن، وهذه

 والبنى السياحية تشكل بمجملها حالة رُقي وأزدهار للأوطان .

 

يتبع غدا الجزء الثاني.

*- شاعر وكاتب – برانتفورد كندا