قطر ستعود إلى رشدها *

2017-06-11 13:56

 

أتابع بكل اهتمام وبدون قلق ما يجري في الساحة الخليجية من حدث يتمثل في تلك المواقف الجادة والحاسمة  تجاه دولة قطر التي إنغمست في لعبة خطرة تسببت في ارباك امن المنطقة بل العالم.

 

والذي ادهشني هو قسوة القرارات وشموليتها وتضامن دول كثيرة معها رغم إستهجان دولة قطر من بعض هذه الدول بانها دول ستغرق  وتمحى من الخارطة بسبب أرتفاع منسوب مياه البحار، وذلك بسبب الأحتباس الحراري وهي تعني هنا  دول مثل   جزيرة - مروشيوس-   وجزيرة - المالديف-  وهذه الدول تضامنت مع دول الخليج في قطع علاقاتها مع دولة قطر. كما سخرت قطر من موقف - موريتانيا ووصفتها بالدولة الهامشية. ولقد سخرت لنا قطر- سُخرياتها-  عبر المحطة العالمية - الجزيرة- باِعلام يتخذ الفتنة والتصادمات والتحريضات نهجا له. 

 على ان جميع الخبراء اكدوا على ان دولة قطر قد تمادت وشطت ونأت عن سربها الخليجي والعربي وانها حشرت أنفها في لعبة شيطانية  خطرة، تتمثل في دعم المكونات المتشددة التي تسببت للمنطقة بل والعالم كل هذه الويلات والمهالك.

 ومن نافلة القول ان الجميع يشعر ان المقاطعات وقطع العلاقات مع قطر قد كان شديدا، وهو مثل الدواء -القاسي- للمرض العــُضال. ولا شك من ان هذه الوقفة الحاسمة ان تأتي أكلها ، ف قطر ليست من القوة والثقة والأمكانيات ما يجعلها تصمد بوجه الحصار والنبذ والاقصاء ، او البحث عن تحالفات عبثية . أنتقامية، فليس هناك من جبلٍ يعصمُها من الماء.

 

اليوم تتوجه المساعي الكويتية التي ابقت - شعرة معاوية مع قطر - تتوجه نحو حلحلة الأزمة التي ربما - إستفحلت- فقد حذروا بعض الساسة- الألمان-  من انها قد تنذر بحرب في المنطقة. لكن وفي كل الاحوال  فأن الطمأنينة تلازمني ، ف - قطر-  هي اليوم تبحث عن مخرج يحفظ لها ماء وجهها ، ونتوقع ان تزف لنا الايام المقبلة بشائر حلول،  تفضي الى إسترخاء مستدام وعودة الوئام بين الاشـــقاء .

 

الكثيرون يتوقعون ان الوقفة الحاسمة في وجه  قطر لنهيها عن غيها  ستمثر ، وكثيرون صرحوا بأن هذه المقاطعات  والقسوة  لا تعني الأنتقام من - قطر- ولا شعب قطر،  فلا تعني سوى- نهي- قطر عن هذه اللعبة الخطرة والعبثية.  ف قطر لن تخسر شيئا في حالة رضوخها لمنطق العقل والرشد  ولن تخسر الا احقاد الناس وبغضهم لها  وفي انها استخدمت خيرات وكنوز ارضها الزاخرة بالثروات في الإنغماس في لعبة شريرة عبثية مخيفة ،  طالت شرورها العالم الذي اقظّت مضاجعه التفخيخات والإنتحاريات والدعوشات  .

 

ستكسب قطر في حالة رضخت واستمعت الى صوت الاشقاء الذين يخافون عليها من الغي والزلل، ستكسب إنسجامها مع نفسها ومحيطها  وضميرها ، وستنال رضى الناس ودعواتهم المخلصة  في ان يبارك الله ل قطر  في ارزاقها وان يمدها بمدد الرشد بعد ان غوت.

لن تخسر قطر إلاّ ملامات العاقلين ونقدهم وتوجسهم وريبتهم ،  ريبتهم من نظام توغل في التحالف مع قوى الشر وأختار الطيش دروباً له.

 وليس ما نراها اليوم  هو عقوبات ضد قطر بل نهيٍ ل قطرعن طيشها وغواياتها ووحرص الاشقاء إلى عودتها الى جادة الصواب بعد أن كلفها الطيش سمعتها وملياراتها ، وحمّلها هذا الطيش  ذنوبا وأوزارا ثقيلة لا طائل لها به.

*- كاتب سياسي وأديب – برانتفورد كندا