كيف نفهم المنطلقات التي وفرت للجنوبيين قاعدة لتجاوز تكرار خلافات وصراعات الماضي!!

2017-06-10 12:07

 

1 . كانت الحرب الأولى 1994م على الجنوب قد أستهدفت بدرجة أساسية شركاء الجنوب في الوحدة ونظام صنعاء،  بينما جاءت الحرب الثاني 2015م لتستكمل استهداف ما تبقى من الجنوبين في نظام صنعاء ...

 إذا الحربين اعلنت من صنعاء بذرائع مختلف وأتجهت نحو الجنوب لتجعل منه ساحة للمعارك بمساعدة كل قوى المجتمع الشمالي..

2.  في الحرب الثانية 2015م كل أبناء الجنوب بمختلف تكويناتهم السياسية والاجتماعية، ونظرتهم للحرب، كانوا قد تصدوا لها بموقف واحد لطرد كل القوات الشمالية من الجنوب، التي كانت هي الأخرى قد ظهرت بموقف موحد ضد الجنوب .

3. لم يقف مع الجنوبيين شخص واحد من أبناء الشمال المتواجدين في الجنوب يحارب الانقلابيين، بل على العكس كانوا يقدمون التسهيلات للقوات الشمالية  الانقلابية.

4. لم نرى شمالي منتمي إلى جيش الشرعية أو من السنه أو موتمري أو اصلاحي في الجنوب (بوصفهم الشرعية) يقف مع الجنوبيين في محارب الانقلابيين .

5. كان الكل من جيش وطني وحرس جمهوري وأمن مركزي ومليشيات الحوثي وغيرهم من الساسة والاعلاميين الشماليين قد اشتركوا في محاربة الجنوبيين مستخدمين كافة الوسائل والاساليب ( العسكرية والامنية والدبلماسية والاعلامية والادارية ) سواء كانوا في الشرعية أو مع الانقلابيين،  في الداخل والخارج .

6. لم يظهر أي شخص جنوبي يقاتل في صف الانقلابيين في أي جبهة من جبهات القتال لا في  الشمال ولا في الجنوب .

7. مثلت فترة الحرب في الجنوب حالة مميزة في حياتهم العامة والتي لم يسبق للجنوبيين ان اجتمعوا فيها بمختلف اتجاهاتهم  الفكرية والايدلوجية والحزبية والاجتماعية في خندق واحد يدفعهم الضمير والشعور الجمعي بالهوية والمصير المشترك.

 

كل هذه المعطيات  كفيلة بتحديد مستقبل الجنوب وعلاقته مع الشمال ، وبما تشكل ضمان وحدة تماسك الجنوبيين اذا ما تم  العمل وفق استيعاب المعطيات الآتية :

أ.  معرفة هوية الحرب الحقيقية .

ب. تحديد موقف الجنوب من الارتباط بصنعاء .

ج.  استقراء ملامح الكيفية التي تنتهي بها الحرب والاستعداد لدخول الجنوب عند وضع الحلول والتسوية النهائية .

د.  استلهام فكرة الغاء كل صرعات الماضي الجنوبي وعدم العودة لها  .

ه. وضع الجنوبيين امام المحك الفعلي في تعاملهم مع الواقع.

و. التاكيد على هوية الجنوب الثقافية والدينية واستحقاقه التاريخي والحضاري .

ز. اظهار عمق اتصال الجنوب مع محيطة العربي والاسلامي...

ح. ادراك أهمية المرحلة الراهنة والتعاطي معها بالوسائل الاستراتيجية  والتكتيكة.معا .

 

وعليه أعتقد ان من يتخوف من الأخر أو يثير الخلافات أو يلجاء للصرعات الجنوبية البينية تحت أي عنوان  في هذا الوقت، أما انه غبي ومجرّد من القيم الوطنية،  أو ان ملفاته ثقيلة جدا جدا قد ارهنته للاخر  ...

 

د. فضل الربيعي

رئيس مركز مدار للدراسات والبحوث .

9 يونيو 2017م