حينما خابت توقعات الحزب الحاكم أي حزب المحافظين في نجاح الإستفتاء لصالح البقاء في الإتحاد الأوربي . ترتب على رئيس حزب المحافظين الحاكم ، وكان حينها السياسي الشاب - ديفيد كامرون- ترتب عليه تقديم إستقالته ، فقد تسببت مفاجأة الإستفتاء الى نجاح الاغلبية الطفيفة في إنسلاخ بريطانيا عن الأتحاد.
بعدها خاضت رئيسة الوزراء - تيريزا - حوارات ومجادلات قاسية اثناء مفاوضات الخروج من منظومة الإتحاد الأوربي والذي تسبب في زلزلة ذلك الكيان القوي بخروج أحد اهم الاعضاء وان كان اشدهم تململلا وضيقا بالإتحاد الأوربي.
وسبب ضيق وتململ بريطانيا من عضوية الإتحاد كانت الكلفة الضخمة على إقتصاد بريطانيا ، فهناك اكثر من 5 مليون عامل وموظف اوربي فضلوا العيش في بريطانيا بسبب - دلال - النظام الإجتماعي والدعم الاسري وتعويضات البطالة ومجانية التعليم العالي. كل ذلك كان يشكل ثقلا هائلا على الميزانية وكانت ولا زالت بريطانيا تخسر على هذه العمالة ما يزيد عن 30 بليون جنية إسترليني سنويا.
لكنني لست بصدد خروج بريطانيا من عضوية الإتحاد الأوربي، بل بصدد شروط الخروج القاسية، التي فرضها الأتحاد الأوربي على بريطانيا ، وتتمثل بدفع أكلاف وتعويضات كبيرة ومنها 70 مليار يورو تتعهد في دفعها بريطانيا الى الأتحاد الأوربي .
هذا الرقم الكبير والشروط الاخرى المجحفة رأت ان تتفاوض عليه رئيسة الوزراء بقوة وثقة وذلك عبر دعوتها إلى إنتخابات مبكرة، دعت اليها على عجل، لكي تمنحها الإنتخابات فرصة الفوز المريح بأغلبية كاسحة ، تمكنها من خوض غمار المفاوضات مع الأتحاد الأوربي وتخفيف الشروط، متكأة على فوز ساحق باغلبية برلمانية مريحة لا تقل باي حال من الأحوال عن 326 مقعدا
خابت ظنون - تيريزا ماي- فنالت فقط 318 مقعدا وهي بذلك كالذي - هرب من المقلاة الى وهج النيران- وهي اليوم تتحسر في انها دعت الى هذه الأنتخابات المبكرة ، دون اعداد كبير لها ، فلم تنل اغلبيتها البرلمانية المريحة، وسوف تضطر الى ان تعلن تشكيل حكومة اقلية، وهي هنا ستبدو ضعيفة في مفاوضتها مع الإتحاد الأوربي - وكأنك يا بو زيد ما غزيت -.
هناك من يقول سوف تتحالف- تيريزا- مع الحزب البروتستانتي الإيرلندي- الذي حصد من الدوائر عدد 8 دوائر وبهذا تضمن - تيريزا- اغلبية مريحة ولكنها ستكون قلقة في نفس الوقت فهي تحكم بحكومة إئلافية هشة ومثيرة للقلق بل ومثيرة للتشفي لدى- فرنسا- والمانيا- وكل أعضاء الإتحاد الأوربي ، الذين يسعدهم هذا الضعف او الفشل الذي تمر به حكومة المحافظين .
خابت أماني -تيريزا ماي- وهي اليوم تجني ثمار التعجل، في اعلان أنتخابات مبكرة، بل أن بريطانيا تجني مرارات وحماقات قد تتسبب في استقلال اسكتلندا، وان كانت شعبية رئيسة الحزب الوطني الاسكتلندي - نيكولا ستيرجيون- بدورها قد هوت فلم يحصل هذه الحزب سوى على 35 مقعدا .
الفائز في هذه الأنتخابات بنظري هو حزب العمال برئاسة - جيرمي كوربن - الذي رفع من عديد مقاعده ليصل الى 261 . مقعدا ، وهنا فان المؤشرات تشي، بأن - حزب العمال - يتأهبون مستقبلا للعودة وبقوة الى مسرح الحكم.
من محصلتي وخبرتي ان الشباب من ساسة في بريطانيا بل وكل العالم ، هم أحصنة الفوز ومصدر الرهان العظيم .
شببوا قادتكم فهم الاجدر في النجاح والتوثب الملهم .