حجم التآمر على عدن تتنوع أشكاله ويتسع نطاقه

2017-05-31 23:37

 

رغم أنني في تناولاتي لعدن أنطلق من معطيات تاريخية تعود إلى عصور سحيقة بينت أن عدن لؤلؤة المنطقة ولذلك فقد استحقت وبجدارة لقي "سيدة مدائن الجزيرة والخليج" وهي حقيقة غير قابلة للتشكيك.

 

إن الراصد لمجريات الأمور في عدن وفقا لسيناريو مخطط استخباري خارجي ودشنه عبدربه يوم السبت 21 فبراير 2015م وطوى السيناريو الصفحات الهزلية حتى يومنا هذا وسيسجل التاريخ أن عدن غرقت في مستنقع لا مثيل له في تاريخها الحديث مما يؤكد حجم المؤامرة الكبيرة عليها وهذا هو قدر الحبيبة عدن التي أحسنت للجميع: أبناء محميات عدن الشرقية – أبناء محميات عدن الغربية – أبناء المملكة المتوكلية اليمنية – أبناء الجزيرة العربية: شمالها وجنوبها، شرقها وغربها ولم تجد حتى يومنا هذا كلمة شكرا!!..

 

غادر عبدربه عدن هاربا يوم 26 مارس 2015م عندما دخل الحوثيون عدن بموجب السيناريو الاستخباري الخارجي، وشهدت عدن ولأول مرة فراغا عسكريا وأمنيا، وقد كانت دولة اليمن الديمقراطية الفزاعة التي كان يحسب لها ألف حساب عند كل دول المنطقة وظهرت على السطح ولأول مرة ما يسمى بالجيش الوطني والمقاومة التي تحولت إلى ميلشيات تتزعمها كنيات (أبو فلان وأبو فلتان) وتوزعت تلك القوى إلى معسكرات في مناطق متفرقة..

 

عدن عرفت بمراكز الشرطة التي أصبحت بفعل فاعل في خبر كان والمرافق العامة مشلولة بالكامل والميناء خاضع لمزاج قوة معينة وكذا المطار (أي مطار عدن) خاضع لقوة معينة.. الاغتيالات والتفخيخات جارية على قدم وساق وفق أوامر المخرج الخارجي لأن قوى الداخل تتقاسم الأدوار في تنفيذ المخطط الخارجي وصاحب الدور الرئيسي هو علي عبدالله صالح والآخرون أدوارهم فرعية.

 

حال البلاد شبيه بحال ليبيا القائم على ميليشيات، وأهم ما في الأمر أن تصبح حقول النفط في قبضة داعش كما هو الحال في العراق وسوريا وليبيا وحاليا اليمن وعدن أسيرة تلتفت يمينا وشمالا لترى غرائب هنا وعجائب هناك والدين هو غطاء المخطط الاستخباري الخارجي وهذا هو حال العراق وسوريا وليبيا واليمن ومصر (خاصة في سيناء)..

 

عند وصول رئيس الوزراء والمحافظ المفلحي ومعهما وزير الكهرباء (المناط به دور العبث بكهرباء عدن) تقرر أن يغادر موكب الوفد مطار عدن عبر معسكر بدر وعند مروره بالمعسكر كان من الطبيعي أن يعزز قاد المعسكر بقوة أمنية فحرك (5) أطقم إلا أن قوة أمن المطار رفضت ذلك وتأزم الموقف وشحنت الأسلحة لولا أن قيض الله لعدن الأكارم من السودان الشقيق فسيطروا على الموقف بقوة دوشكا.. وهذا تصرف دخيل على عدن.

 

شهدت بعض مساجد عدن مداهمة جماعات مسلحة لتمنع ترديد بعض الأذكار للترحيب برمضان المبارك فقامت تلك الجماعات بمنع ترديد ذلك بحجة أنه بدعة وكان الارهاب هو سيد الموقف والإرهاب هو من انتاج الحاكم المسلم المعزز من ملتحين يسمون أنفسهم "علماء دين" وبمجرد توجيه تهمة الكفر للشخص فقد أصبح دمه مباحا وهذا منهي عنه في الإسلام..

 

 وعدن عرفت عبر التاريخ برجال صالحين من رجال الدين وهذا الرحالة ابن بطوطة يصف أهل عدن (أهل عدن .. أهل دين وتواضع ومكارم أخلاق يحسنون إلى الغريب ويؤثرون الفقير ويعطون حق الله من الزكاة على ما يجب).. عدن مدينة شيوخ العلم أمثال : أحمد العبادي وحمود الحازمي وعلي محمد باحميش ومحمد سالم البيحاني والشيخ قاسم صالح السروري ومحمد داؤد البطاح وكامل صلاح وعبد الرحمن الشميري وعبد الرحمن أحمد ومطهر الغرباني..

 

أحذروا الملعوب الاستخباري الخارجي الذي يوظف الدين من خلال أعمال عدوانية تبث ذعر والقتل والسحل واعلموا بأن الحاضرين الأكبرين هما الـ CIA والموساد..

 

رب إن هذا منكرا فأزله!!