سبت 21 مايو 1994م وأحد 21 مايو 2017م .. البيض والزُبيدي

2017-05-22 06:54

 

غطت صحيفة "الشرق الأوسط" أحداث حرب صيف 1994م بالكامل، وبعد أن وضعت الحرب أوزارها جمعت الصحيفة كل ما نشرته عن الحرب في كتاب واحد أسمته (الحرب اليمنية .. خفايا وألغاز).. ولم يقف الجنوبي حتى يومنا هذا ليفصِّل: ما هي الخفايا؟ وما هي الألغاز؟، وهذا تاريخ لم يتعرض لإعادة القراءة، وشأنه في ذلك شأن كل منعطفاتنا.

 

- السبت 21 مايو 1994م:

إن المؤرخ الذي يقدم قراءاته التاريخية لا يعتبر مؤرخا إلا إذا مارس عمله بمهنية بحتة ونزاهة وحيادية، وهذا المعدن من المؤرخين سيقدم شهادته للتاريخ بأن المتنفذين الشماليين (شريك الطرف الجنوبي) في اتفاق 30 نوفمبر 1989م الذي نتج عنه الإعلان عن قيام دولة الوحدة (التي لم نشاهدها حتى اليوم) التزموا الغدر والتآمر على الشريك الجنوبي خلال الفترة الانتقالية، وحصد المخطط الغادر أرواح (180) من أفراد الشريك الجنوبي أو حلفائه من الشمال.

 

وفي 27 أبريل 1994م أقدم الشريك الشمالي على تآمر خسيس على معسكر اللواء الثالث مدرع في عمران وكانت الخسائر كبيرة، وأقدم الشريك الشمالي أيضا على عدوان غادر آخر في ذمار بضرب معسكر باصهيب يوم 4 مايو 1994م وكانت الخسائر فادحة أيضا، وبدأ الشريك الشمالي يتحرك في اتجاه الجنوب وهو غير كفؤ على مواجهة الجنوب إلا أنه استعان بجنوبيين نزحوا إلى الشمال بعد حرب 13 يناير 1986م..

 

تحت وطأة الحرب الظالمة على الجنوب وأفراده من قيادات وقواعد أعلن علي سالم البيض، أمين عام الحزب الاشتراكي عن قيام جمهورية اليمن الديمقراطية يوم السبت 21 مايو 1994م.

الشمال يطلق صاروخين باتجاه عدن وحزب رابطة أبناء الجنوب المعارض يقترح تشكيل حكومة أنقاذ وطني مؤقتة من التكنوقراط والمستقلين لوقف القتال وحل الأزمة سلميا..

 

الرئيس اليمني صالح يرفض في اليوم التالي الأحد 22 مايو 1994م إعلان قيام اليمن الديمقراطية.. من جانبه، علي سالم البيض يتصل بـ علي ناصر محمد وعبدالرحمن الجفري للحصول على تأييدهما.

الطيران الجنوبي يكثف طلعاته على مواقع القوات الشمالية في أبين وكرش وطرق الإمدادات في الشمال.

 

- الأحد21 مايو 2017م :

الذكرى (23) ليوم الإعلان عن اليمن الديمقراطية يوم السبت 21 مايو 1994م شكلت القاعدة التي تراكمت عليها تطورات وقرارات آخرها كان خميس 27 أبريل 2017م يوم صدور قرار إقالة عيدروس الزبيدي من منصبه محافظا لعدن، أما الخميس الآخر فقد كان خميس 4 مايو 2017م يوم المليونية التي احتشدت في ساحة العروض بخور مكسر وتلا عيدروس الزبيدي بيان عدن التاريخي، أما الخميس الثالث فقد كان خميس 11 مايو 2017م عندما ظهر القائد عيدروس في قناة "الغد المشرق" الإماراتية وهو يتلو قوام المجلس الانتقالي الجنوبي وأعضاء هيئة رئاسة المجلس، وورد في الإعلان أن عيدروس قاسم الزبيدي، رئيس هيئة رئاسة المجلس، وأن الشيخ هاني بن بريك، نائب رئيس هيئة رئاسة المجلس..

 

أما أحد 21 مايو 2017م فيصادف الذكرى (23) لإعلان علي سالم البيض قيام اليمن الديمقراطية بعد أن طفح الكيل بالتآمر على الجنوب، المدعوم دوليا (أي التآمر)، وفي هذا اليوم من هذا العام (يوم أمس الأحد) زحفت جماهير الجنوب من كل حدب وصوب باتجاه عدن لتبارك صدور بيان عدن التاريخي وقيادته التاريخية برئاسة اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي، إلا أن القوى المعادية فجرت مخزن الأسلحة والذخائر في مصنع الغزل والنسيج في الواحدة من صباح أمس الأحد 21 مايو 2017م لتعيق هذا الحشد التاريخي.. الحق يعلو ولا يعلى عليه، وبشر الصابرين، إلا أننا سنظل نعيد على مسامعهم : لا نريد أن نخرج من طغيان القبيلة في الشمال إلى طغيان القبيلة في الجنوب، ولذلك علينا أن نجاهد لقيام الجنوب العربي الفيدرالي.

 

أيٍّ كانت التفسيرات أو التبريرات اسمحوا لي أن أقول نيابة عن سكان الشيخ عثمان قسم A" " وقسم "B" وسكان "أول نظرة" بالقاهرة بأن عددا لا حصر لها من شظايا القذائف أو أجزاء من القذائف قد تم رصدها، أي أن التفجير استهدف مخزن سلاح وذخيرة ولا شأن لنا بما يدعونه محطة تحويل.. ومتى كنا صادقين؟!.. حياتنا كلها مؤامرات وتحالفات شيطانية..!!