لم ينطلق اليوم قطار الدولة الاتحادية من حضرموت كما يظن البعض ،بل بدأت مؤشرات انفصال حضرموت وقيام الدولة الحضرمية.
توصيات مؤتمر حضرموت الجامع توصيات تعجيزية فاما ان يقبلها الاخرون كما هي والا فمن حق حضرموت الخروج من الاتحاد واعلان دولتهم المستقلة.
توصيات مؤتمر حفلت بالكثير من المغالطات الذكية ،فمجرد الحديث عن اقامة اقليم حضرموت وليس الاقليم الشرقي يؤكد ان النية تتجه نحو اقامة دولة حضرمية انطلاقا من الثقة بامتلاك مقومات الدولة.
من يتحدث عن اقليم حضرموت باعتباره احد مخرجات الحوار اليمني وماتضمنه من اعتماد نظام الدولة الاتحادية ذات الاقاليم الستة فهو يجانب الحقيقة ويخادع نفسه ،بعلم او دون علم ، لاعتبارات عدة منها ان الاقاليم الستة ليست من مخرجات الحوار وانما من مخرجات اللجنة الفنية التي شكلها الرئيس هادي خارج مؤتمر الحوار واذا سلمنا بهذا فأن الدولة الاتحادية تتحدث عن الاقليم الشرقي الذي يضم اضافة الى حضرموت المهرة وشبوة وسقطرى،وهذا مالم يتم ذكره وحصر الأمر في حضرموت وحسب.
فوفق الواقع الذي يلمسه الجميع بوضوح فان حضرموت لا تعترف بشبوه ولاتريدها باعتبارها مصدر ازعاج وصراعات رغم ثراءها ، فيما لمهرة تعتبر ذاتها دولة ولاتقبل بحضرموت وتعتبرها طامعة في ثرواتها وخطرا على سلمها الاجتماعي.
الحضارم -وهذا حقهم - يسعون لبناء دولتهم وفي هذا يلتقي كل من ينتمي الى حضرموت القومي والاشتراكي والاصلاحي والحراكي وهم في توجههم هذا ينطلقون من رغبة تاريخية اضافة الى قناعة ان بقائهم في جنوب اليوم لن يجنوا منه سوى المشاكل وصداع الصراعات والتنافس بين المحافظات الفقيرة والشريرة حد زعمهم و التي ظلت تهمش الحضارم و لا ترى في الحضرمي سوى الشحاري البخيل .
واحلام الحضارم ليست مجرد رغبة واماني بل انهم يجدون من يدعمهم من الخارج بقوة في توجههم هذا في اتجاه تمكينهم من السيطرة على ارضهم والانسلاخ عن نسيجهم الجنوبي.
من يقرأ سير الاحداث خلال الفترة القريبة الماضية ، وتحديدا منذ انطلاق كارثة مؤتمر الحوار اليمني يستطيع ان يلمس بوضوح كيف تم دعم فكرة انسلاخ ليس حضرموت وانما شبوة والمهرة وسقطرى عن محيطها ،وكيف منحت في نتائج هذا الحوار اقليما واحد بمساحة تتجاوز 60%من مساحة اليمن كاملة فيها البحار والموانئ والغاز والنفط والسياحة في مقابل عدد سكان ليس بالكبير جدا.
وضمن هذا الدعم تأتي اليوم الصلاحيات المطلقة لمحافظ حضرموت اللواء احمد بن بريك والتي تتجاوز حتى صلاحيات الرئيس فهو يملك قدرة ان يتحدى قرارات الرئاسة والحكومة بل انه مؤخرا قال لاحد الوزراء في حضرموت بوضوح: اسمع اذا كررت تجاوزاتك لي والله سأحبسك ولن يستطيع حتى الرئيس اطلاقك.
فيما لم يستطع الرئيس هادي تغيير قائد حراسة مطار عدن وهو احد ضباط حرسه الخاص الذي يقوده نجله وفي سبيل ذلك سافر الى ابوظبي والرياض وخاض حوارات طويلة وساخنة دون جدوى ، فكيف لو فكر بفرض قرار من اي نوع لا يرتضيه بن بريك،
بالمنطق ووفق الدستور اذا افترضنا وجود دستور يستحق الالتزام به فان اعلان اقليم حضرموت ليس شرعيا لان مخرجات الحوار كما يسمونها نصت على الاقليم الشرقي بمحافظات حضرموت وشبوة والمهرة ، ولم تنص على اقليم حضرموت ،كما انه لم يتم الاستفتاء حتى الان على تغيير شكل الدولة الى الدولة الاتحادية .
ومع ذلك فان الامور تسير باتجاه فرض أمر واقع وسيفرض لان المخرج الذي يحرك الدمى الجنوبية يريد ان تنتهي نهاية الفلم الى اعلان حضرموت دولة وضمها الى مجلس التعاون الخليجي وفرض الوصاية على عدن وترك الأغبياء الذين لم يعوا الدرس بعد يتصارعون على وظائف الحراسات في الشركات والنقاط الامنية من حضرموت الى عدن.