أنيس باسويدان عمدة جاكرتا الجديد ..ومناوطة بن دغر لتذليل حضرموت !!

2017-04-21 15:41

 

ذو أصول عربية فأجداده الحضارمة المسلمون هاجروا من شبام العالية أو "مانهاتن الصحراء" كما يصفها الرحالة الأجانب، واستقر بهم المقام في إندونيسيا، كغيرهم من الحضارمة الذين لهم وجود ودور مشهود في الأرخبيل الهندي.

 

لا عجب أن يفوز باسويدان في الانتخابات على مواطنه المنافس عمدة جاكرتا السابق ذي الأصول الصينية، فإندونيسيا تعددية، ولا يميز دستورها بين المواطنين وفق الدين أو العرق مثلا.

وكما فاز باسويدان مرشح المعارضة، كان فوز البريطاني ذي الأصل الباكستاني صادق خان (حزب العمال ) بانتخابات عمدة لندن، وفوز الهولندية ذات الأصل المغربي خديجة عريب (حزب العمل) بانتخابات البرلمان الهولندي للمرة الثانية.

 

*

السؤال هو : هل فاز أولئك بسبب أصولهم؟ طبعا لا، فهم مواطنون في تلك البلدان و سياسيون ينتمون إلى أحزاب وطنية ذات برامج في دول مدنية تمارس اللعبة الديمقراطية على أصولها.

 

*

ولعل مناسبة تولي باسويدان، الفائز بعمدة جاكرتا في المشرق القصي، تثير تساؤلات عن تولي حضارمة هنا في الداخل الحضرمي و(الجوار) اليمني مثلا، أولئك الذين رأسوا حكومات يمنية وآخرهم بن دغر العفاشي، لماذا ذللوا حضرموت للناهبين سبل النهب والتسلط، ثم هم لا يزالون يناوطون لإعادة حضرموت خاصة والجنوب عامة إلى بيت الطاعة السياسي في صنعاء؟

 

*

علي أحمد باكثير الذي يزهو الحضارمة بقوله الشهير ، معرضين عن قراءة أبيات القصيدة كلها:

ولو ثقفت يوما حضرميا

لجاءك آية في النابغينا

لو (قعد) باكثير في سيئون لكان مصيره الإهمال والإحباط ربما، ككثيرين ممن مسهم الإهمال والإحباط، وكذلك أبوبكر سالم بلفقيه وعبدالرب إدريس، على سبيل المثال. لكن لأن باكثير ذو موهبة كبرى وجدت فضاءها في مصر انطلق، حتى كان أول من منحته وزارة الثقافة المصرية حق التفرغ للتأليف قبل أي مصري آخر . وكذلك بلفقيه وعبدالرب اللذان حلقا في فضاءات تجاوزت جلسات السمر والمخادر التي لا يجد بعدها الفنان ما يؤمن به حياة عائلته ويخشى أن يبتلى بمرض فلا يجد ما يكفيه ذل السؤال لتوفير تكاليف العلاج مثلا.

 

*

وفي السياسة كما في التجارة والرياضة والأدب والفن، سيكون لشباب حضرموت مستقبل حقيقي ينجزون فيه ما يحلمون به في حضرموت الجديدة، وليس في جاكرتا أو القاهرة أو الكويت أو جدة. فقط هناك حاجة إلى وعي اللحظة وعيا موضوعيا، ونبذ البينيات على الصغائر ، لكي لا نظل نتشعبط بأي ناجح ذي أصول حضرمية أو عربية أو إسلامية في أي بلد كان في العالم.