# (( سمعت مرة تعريفا لاختلال العقل على أنه تكرار عمل الشي ذاته مرة بعد مرة مع توقع نتيجة مختلفة))
أنتوني روبنز
# تتكثف في الحراك الجنوبي أزمة ثورات الربيع العربي ، فهو خميرتها الأولى جماهير وقضية بلا قيادة .
ثورة لم تنتج احزابها ، ولا مصطلحاتها ، فتقدمت الاحزاب الاسلامية الأكثر تنظيما وتعبئة فملات الفراغ ففشل الربيع.
حراك لم ينتج أحزابه ولا مصطلحاته فتقدمت نخب الساسة المحترفين وصنعوا هيئات ومكونات لضعف خبرة شبابه مقارنة بهم ، هدفهم إعادة إنتاج أنفسهم بإنتاج تابعين وليس تأهيل قادة جدد .
حلت بذلك صراعات وعقد الماضي الجنوبي محل التصالح والتسامح فاثقلت الحراك بهيئات ومكونات ظلت تتفرخ كالفطر وتلعق صراعات الماضي بممارساتها عمليا ، وتتغنى بشعارات التصالح والتسامح نظريا
لن يكون مصير الحراك مختلفا عن الربيع اذا ظل يدور في هذه الحلقة المفرغة
# هل الحراك لا ينقصه إلا الحامل ؟
في ظل الفضاء المفتوح اعلاميا ، من المحال توحيد فسيفساء المكونات الجنوبية في اطار واحد تذوب فيه شخصياتها الاعتبارية ، الفسيفساء ليست تنوع ثراء سياسي بل تفريخ جدب سياسي ، هي بنت الثقافة السياسية الانقسامية وصراع سياسي لم يكن شريفا، لا تتباين رؤاها كثيرا لكن تاريخ مصالحها وعلاقاتها متباين بعمق ، تغلفه بالتخندق خلف تباين المصطلحات، وتعريف القضية ، سياسية أم وطنية ، وكيفية الوصول للاستقلال ، باستقلال أم استعادة دولة ، مع خلاف في تفسير الاستعادة بين القوى التي ترفعها !! ام فك ارتباط رغم عدم انطباق هذا المعنى بمعنى الاستقلال ، فلا توجد له دوليا إلا حالة وحيدة هي فك الارتباط بين الاردن والضفة الغربية ، والضفة حينها لم تكن في وحدة مع الأردن بل كانت في عهدته، فهل نحن في عهدة اليمن ام ان الوحدة شرعية وصحيحة من الناحية القانونية ؟ ماهي المنافذ,في القانون الدولي التي تتيح لنا الاستقلال؟
كلها كلفتة غوغائية سياسية ،لضمان مصالح قوى اكثر منها ضمان مصالح استقلال شعب ، عدا تاثير النفس المناطقي التي تتسم بها ثقافتنا مهما " موطناها " كل ذلك بعث ويبعث رسائل ضبابية للعالم ارتدت وسترتد علينا محليا شئنا أم ابينا
# تجربة حضرموت جديرة بالدراسة بجدية فقد أنتجت إطارين لتيارين في الحراك..لماذا لا يتم رعايتها وتطويرها وتعميمها واعتبارها خطوة عملية على طريق الحامل .
بدلا من الحوار مع فسيفساء في أغلبها مفرخة ، نترك للتفريخ أن يعيد هيكلته حتى تتضح لنا معالم تيارين يلتزم كل الداخلين فيهما بالاستقلال ، وما دونه فخيارات تكتيكية متفق عليها تنبثق عن الحامل .
# الغاء كل مبادرات لاي مكون يدخل في التيارين واجماعها ، على هدف الاستقلال بكل وضوح ، وتظل المكونات الداخلة في كل من التيارين محتفظة بشخصيتها الاعتبارية أو تذوب مكونات كل تيار في شخصية اعتبارية واحدة ، ويكون مادون هدف الاستقلال خيارات تكتيكية صادرة عن الحامل وليست خيارات محسوبة لأي من التيارين أو للطرف (س ) او (ص) من الاطراف الداخلة في أي منها ،
ذلك يمنح اطراف الحامل حصانة وضمانات أن تكون مشاركتهم صانعة قرار ، وليس وجود شرعنة لتحقيق رؤية هذا التيار أو أحد مكوناته عبر طرح مشروع استقلال ضبابي بلا ضمانات وصول للاستقلال إلا من باب دغدغة أحلام الناس لضمان مصالحه .
# ظروف ومعطيات نجاح الحامل ليست في نضوجها محليا ، بل في نضوجها إقليميا ودوليا..
.فهل يراد من الحامل السعي لانضاج تلك المعطيات ام أنها ناضجة ولا ينقصها إلا الحامل العتيد ؟ .
# ان النجاح ممكن ، اذا سلكنا طريقه ، لكن تكرار العمل الفاشل ذاته مرة بعد مرة ينتج الفشل ، هذه حقيقة يجب أن نعيها عند إجراء تقييم موضوعي صريح يحدد الأسباب التي منعت مكونات الحامل المفترض ، في ما مضى، من فتح النوافذ واخراج القضية إلى العراء الإقليمي والدولي ، هل السبب لخلل بنيوي فيها ، ام لخلل وعدم مقبولية دولية وإقليمية لها ولقياداتها أم لأسباب اعمق؟
هل من ضمان للنجاح بجمعها في حامل واحد ؟
ما الضمانات بأن لا يفشل؟
اذا لم يتم تقييم حقيقي واضح ورمي الأحمال العبء قبل اشهار الحامل فإن الحامل سيولد ميتا
ولن تكون ثورتنا مختلفة عن الربيع العربي الفاشل .
العرب قديما يختارون هيئة حامل الرسالة بنفس دقة اختيار محتوى الرسالة
# الشعب خرج بثورة سلمية وناضل وكسر الحواجز ، ثم قاوم مقاومة مذهلة ..هذه حقائق ثابتة على الارض لكن كل تلك الحقائق مجرد حوافز محلية للتغيير .. ، وثباتها لا يعني قبول آلياتها ، شخوصها دوليا واقليميا ، فالاليات هي نمط التغيير . هذه الآليات هي ، المكونات ، الهيئات، الاشخاص ، هي بالضبط حامل الرسالة ، أي الحامل السياسي ، التي ستحمل رسالتنا للعالم والاقليم فيستجيب أو لا يستجيب لها ..كيف سنختار حامل الرسالة ؟
فشل للان تيار الاستقلال ان ينتج حامل الرسالة الذي يقبله العالم والاقليم وهما شرطان أساسيان ضروريان مهما كانت حقائق قوتنا المحلية على الارض .
# طالما وان الحراك سلم قياده وزمامه للسياسيين القدامى ، فهناك حقائق علينا التسليم بها :
لاتوجد في السياسة شيخوخة ، بل يوجد قبول/ وعدم قبول دولي واقليمي . أي طرف غير مقبول هو شيخوخة وعبء على القضية وليس رافعة لها ..
لاتوجد في السياسة قيم ومبادئ بل مصالح دولية على معيار مؤتمن / وغير مؤتمن ، مقبول / غير مقبول
الصيرورة السياسية تتزاوج من تجربة وخبرة شيوخ مع حماس شباب وليس العكس.
السوق السياسي غير مباح لنا لنقدم ما نشاء بمواصفاتنا بالتعبئة او الشعارات او بتغيير المسميات التي ننتجها فهذا الاعتقاد/ المعيار قد ينفع جماهيريا .. أما العالم فله مجسات حساسة لحماية مصالحة ومن هو الجدير بحمايتها ومن لا يصلح ، بمعنى أدق علينا أن نحسن اختيار ناقل الرسالة
ان الهيئات والمكونات لم تفرق بين القيادات الميدانية والقيادات السياسية والعسكرية .. المهم لديها تقديم المكون والشخص دون مراعاة لقبوله دوليا ولا لتمثيل المصالح محليا وهذه رسالة مضطربة للعالم وحتى محليا ، لم تصدر عدم فهم بل لتظل أنماط التغيير " حامل الرسالة " تدور في ذات الحلبة وهذا محال .
المنطقة القوية المركزية كانت صالحة أيام " بسمارك في توحيد المانيا " وأفشلت الوحدة اليمنية فاليوم المنطقة المركزية القوية هي الاجتماع على المصالح اي حسابات خارج هذا مجرد نفخ وتعبئة وشعارات وسيمهد لبديل أكثر واقعية بخريطة أكثر ضمان للمصالح تسود به حوامل جديدة ذات رؤية جديدة وخارطة جديدة فالجماهير لها طاقة
لن تتحمل إلى مالا نهاية .