بكل ألم وحزن.. وبالذعون الى الله وقدرته وتدبيره.. فُجعنا صباح اليوم باستشهاد نائب رئيس الأركان قائد المنطقة الرابعة سابقا اللواء احمد سيف اليافعي.. القائد المحنك الذي يختزن خبرات عسكرية تزيد مدتها على نصف قرن شارك فيها في بناء جيش اليمن الديمقراطية وترسيخ دولة الجنوب وتنقل في مسئوليات قيادية هامة عديدة قبل وبعد الوحدة المغدورة.. كما شارك في حربي٩٤ و٢٠١٥ ضد غزاة الجنوب خائني الوحدة المعتدين على ارضه وناسه بمساندة رفاقه الميامين.. وكان هامة شامخة كجبال سرو حمير في كل المهمات الصعبة.. وأصبح نموذجا للقائد العسكري في الجنوب ودول التحالف العربي.. لما تحلى به من دماثة الخلق وصراحته وقدراته وخبراته العسكرية المتراكمة، المتعددة والمتميزة.. ويصبح استشهاده تضحية وخسارة فادحة للجيش الجنوبي ولشعب الجنوب وللجزيرة العربية..
لقد تميز بالحضور الثابت والمواقف الصلبة والشجاعة النادرة.. إبان غزوات أنظمة صنعاء القبلية والعنصرية المتعددة ضد الجنوب..
فعندما يستشهد القائد والفارس الشجاع مثل اللواء المخضرم احمد سيف المحرمي اليافعي.. فإنه يرسم ملحمة لانتصار الشجعان بعكس ما يريده الخصوم.. فقد كان استشهاده وهو في مقدمة الصفوف في جبهة باب المندب كمشرف لمعارك الرمح الذهبي مع رجاله الأوفياء والمقاومة الجنوبية بعد استعادة ساحل باب المندب وحتى المخاء وهي منطقة هامة للتجارة الدولية.. كانت تحتكرها المليشيات في ضرب السفن الدولية وتستغلها للتهريب.. وكان استشهاده في منطقة مكشوفة بأراضي المخاء وفِي الخطوط الأمامية.. كان يطلب الشهادة.. في سبيل الحرية والكرامة.. انها ملحمة الاستشهاد للقادة الجنوبيين .. فقد سبقه القائد الشجاع الشهيد عمر سعيد الصبيحي القائد الذي استشهد في بداية انتصار اول معارك الرمح الذهبي وهو في مقدمة المقاتلين والذي كان تحت اشراف شهيدنا القائد المغوار اللواء احمد سيف اليافعي.. ان ملاحم الاستشهاد لقادة الجنوب تمثل صلابة وشجاعة وبطولة واصرار في تحقيق الهدف.. فقد اثبت هؤلاء المغاوير الأفذاذ إخلاصهم واستعدادهم للتضحيات وتنفيذ الأوامر القيادية العليادون تردد.. من اجل تطهير الأرض وتحرير الانسان من عبودية التخلف والاستبداد والفساد..
ولذلك فإن أحزاننا تتضاعف وآلامنا تزداد ثخانة.. لفقداننا القائد المحنك اللواء احمد سيف المحرمي كونه القائد العسكري الذي قاد ودعم المقاومة في تحرير عدن ولحج والضالع وأبين بالتعاون مع التحالف العربي.. ونلاحظ كلما اشتدت المعارك وانتصاراتها يدفع الجنوبيون ثمنا غاليا في كل الجبهات الملتهبة حقا.. حيث يعمل الخصوم للبحث على نجاح اعلامي ووهمي بلا معارك.. باستخدام أساليب ارهابية واختراقات في صفوف هذه الجبهات.. وربما ان استخدام الاتصالات التي تتمركز في صنعاء تخترق وسائل الاتصالات غير العسكرية المستخدمة مع الأفراد والقيادات.. وربما وسائل أخرى معروفة.. لكنها وسائل لا تصنع انتصار..
لقد تألم الجميع وغمرت الاحزان كل الأسر الجنوبية بهذا المصاب الجلل باستشهاد القائد المغوار الذي أفنى عمره مدافعا وحاميا لمكاسب الشعب وحريته في كل اجزاء البلاد قبل وبعد وحدة الغدر وخلال كل المعارك..
وبكل حزن وألم مريرين ننقل تعازينا الصادقة ومواساتنا القلبية الى اولاد الشهيد المهندس منيف احمد سيف وإخوانه وجميع افراد اسرته وأهله ومحبيه.. والى شعب الجنوب الكريم الحر والى فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي القائد الأعلى للقوات المسلحة.. وكل قيادة الجيش والمقاومة الجنوبية وكل مناضل يهدف التغيير وبناء الدولة المدنية الحديثة لصالح الانسان.. وإلى رفاقه من قيادة التحالف الذين شاركوه خنادق القتال والاستبسال..
ونعتز ونفتخر بما تقدمه دول التحالف من تضحيات ومدد لتحقيق هذه الأهداف المشتركة..
ومع كل آلامنا واحزاننا فإننا نعتز بتضحيات ابطالنا في ميادين الشرف والكرامة.. والذين يستشهدون واقفون صامدون في الدفاع عن شرف كل مواطن تهمه كرامته ويعمل على تخلص بلاده من الفساد والاستبداد..
ولينتبه الجميع من وسائل الخداع والإرهاب..
ولتتحرك كل الجبهات في جميع الجهات لحماية انتصار جبهة المندب.. اننا نعتز ونفتخر بما تقدمه دول التحالف من تضحيات ومدد لتحقيق هذه الأهداف المشتركة..
تغمد الله الشهيد القائد احمد سيف المحرمي برحمته وغفرانه واسكنه فسيح جناته في الفردوس الأعلى مع الشهداء والأبرار.. وألهم اسرته وأهله ومحبيه الصبر الجميل..
انا لله وإنا اليه راجعون.
عبدالرحمن شكري