تعقيدات اللحظة الراهنة بما تحمله من تعدد وتداخل وتقاطع الاجندات، تحتم على الكل بذل المزيد من الجهد والتبصر وحُسن التصرف مع الأخر بالقول والفعل .
فسياسة البعض الذي لا يحمل في عقله فكرا إستراتيجيا و تكتيكيا لفهم الواقع والتعامل معه بدقة نجدهم يطيرونه با فكارهم وافعالهم بعيدا جدا عن الواقع ، غير منتبهين لما يجري وما ينتج عنه من مخاطر تستهدف الكل ، حينها يقعون في طريق العَمى السياسي، والتجاهل للوطن وقضيته غيرمدركين للمخاطر والتحديات، ينتظرون وضوح السياسة أن تاتي لهم من الخارج. متناسيين حجم التهديدات الإمنية التي تقوض مهامهم وتهدد حياتهم معا ...
مشغولين ببعضهم قبل انتهاء حربهم مع الغير ..
اوقوفوا تلك الصراعات العبثية فتذكروا كيف وأين كنتم بالحرب ..
اوقفوا الصراعات المبكرة لانها تخلق إصطفافات غير واقعيه وتكتيكات ملتبسة تضر بالوطن وضياع قضيته الحقيقية.
أن عقلية عدم قبول الأخر سيدفع بإتجاه ظهور عقليات تؤكد النظريات الخاصة بالصراع كمفهوم وجودي أكثر من كونه مفهوم سياسي أوطني لاسيما منها تلك التيارات ذات الابعاد العقائدية والطائفية والعصبوية المناطقية..
أن الحق والعدل والمواثيق الدولية والتضحيات الكبيرة والاستحقاقات الوطنية، لا تمنع من أن ينال شعب الجنوب حقه في سيادته على أرضه بعد كل ما حدث له من مأسي وحروب ، فهذا مبرر وعنوان يجعل من دبلوماسية النخب القيادية الجنوبية في الشرعية أو خارجها ان تعيد النظر بسياستها ودبلوماسيتها..
بما يجعل من إمكانية تفعيل قضية شعب الجنوب أن تشكل حلقة رئيسية في سياق حل الازمة اليمنية لو تم إعتمادها كأساس في الصراع الدائر في اليمن ومآلاته القادمة ومفاتحة دول التحالف بذلك.
ومن يرى أن سياسته هي القادره على الإختراق والاحتواء، أن يقول لنا ماذا حدث حتى الآن بعد أكثر من عِقد ين من الزمن من وهم الوحدة ؟ وبعد مرور عامين من الحرب؟ وأكثر من عام وتسعه أشهر من تحرير الجنوب ؟!
ثم إلى أي مدى يستمر مشروع التمسك بما يجري اليوم . وماذا قدمت الشرعية للمناطق المحررة يجعلها كافضلية تدفع بالمناطق التي يسيطر عليها الانقلابيون بالانتفاضة عليهم وتحرير المناطق الواقعة تحت سيطرتهم؟ ..
إن المصالحه بين القيادات الجنوبية هي أساس لمواجهة التحديات التي يواجهونها وسيواجهونها غدا، فقضيتهم واحده مهما تباعدوا في توصيفها فهي التي اوصلت أربعة من رؤسا الجنوب إلى المنفى... وهي نفسها التي طاردة الرئيس هادي بهجمات الطائرات على مقر اقامته في عدن..
أن أي حجج هنا أو هناك وتحميل هذا أو ذاك المسئوليه ليست سوى سياسه للهروب من الإستحقاق الوطني الجنوبي .
بل انها إستمرار وتمرير لنهج قبول ما يجري من تضليل وتأجيل يستهدف ضياع الحق ليس الا.ّ ..
فلن تجدون من يدعمكم غدا أكثر من ان تجدونه اليوم إذا ما احسنتم قراءة وتحليل ما يحيط بكم،والحذر من التصادم والتباعد فيما بينكم..
فلن تجدون من يقف معكم مادام بقيتم على جوانب وحافات مختلفه قد تحيل موقف من يدعمكم اليوم إلى سراب ..
كما أن أي سياسات وتحت أي مسميات أو تكتيكات لا تستند لمرجعية البيت الواحد، والتي تستند على خيار السواد الاعظم من أبناء الشعب، فذلك وهم في حده الأدنى وتآمر في حده الأقصى..
د. فضل الربيعي
22 فبراير 2017م