تدور نقاشات مستفيضة داخل غرف القصور الملكية بالشقيقة الكبرى بين هادي والاماراتيين لإعادة رسم خارطة حكومته الشرعية المهترئة على وقع ضربة اباتشي موجعة حد تباكي الرئيس أمام الأمير السعودي الشاب محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي في شكواه من رعب ومرارة تلك الغارة الاماراتية الموجعة.وبالمقابل تواصل الإمارات بقوة وضع ترتيب أولويات جنوبية جديدة في سلم مباحثاتها السرية المزمعة - بوساطة سعودية- مع هادي ومعسكره الإخواني المسيطر عليه بقوة ،حيث تحاول الرياض ردم الهوة المتسعة بين هادي والاماراتيين وخروجها مؤخراً للعلن بشكل غير مسبوق منذ القرار الرئاسي التخبطي الأحمق القاضي بإقالة بحاح من منصبيه، كنائب للرئيس ورئيس للحكومة وتعيين الجنرال العجوز علي محسن الاحمر المتهم برعاية الارهاب واحتضان الارهابيين،بدلا عنه بمنصب النائب والكارثة بن دغر في رئاسة الحكومة.
وتفيد توقعات مصادر دبلوماسية أن الرياض تعمل على تقارب بين هادي وشرعيته والاماراتيين الذين يصرون على ضرورة إعادة الأول، النظر في كل قراراته الأحادية التخبطية منذ قرارات ماقبل اقالة بحاح وتخلصه من أقوى وأكفئ وزراء حكومته بقرارات سبق لبحاح نفسه أن رفضها وهو مايزال رئيسا للحكومة ووصفها يومها عبر مصدر حكومي مسؤول لوكالة رويترز بغير القانونية أو الشرعية كونها لم تخضع لموافقته ولا حتى لأي مشاورات معه وكذلك بعدم اتخاذه أي قرارات إلا بعد مشاورات وتوافق مع قيادة التحالف العربي مقابل إعادة الإماراتيين النظر في كل الاتفاقيات التنموية والقروض المتوقفة ومواصلة جهودها التنموية بعدن ومدن الجنوب المحررة.
وتؤكد كل المؤشرات الفنية قرب اماطة اللثام عن قيادة حكومة الكارثة بن دغر وعودة المنقذ الوطني التوافقي، دولة الرئيس خالد بحاح لإنقاذ مايمكن إنقاذه من مؤسسات الدولة المنهارة واسعاف العملة الوطنية المحتضرة وإعادة إنعاش الإقتصاد الوطني المتهالك بدعم إماراتي ودماء اقتصادية جديدة لامحالة ستعود بعضها وتظهر أخرى بقوة إلى السطح خلال المرحلة الوطنية الحساسة المقبلة.
وبكل تأكيد فإن أي عودة للرئيس بحاح الى واجهة المشهد الوطني ستكون عودة لأمل الجنوبيين في البحث عن دولتهم وإنهاء الحرب القذرة التي أعلنها الجنرال العجوز علي بلسن عليهم عبر اذرعه الجنوبية وتحت شرعية موظفه الرئاسي هادي وستكون عودة جنوبية بامتياز وليست تحت رحمة أي مخلوق كان في حين أن أي مساع أخرى لاستمرار عزل بحاح عن المشهد -في ظل استمرار الإجماع الوطني والإقليمي والعالمي عليه كقائد إنقاذي استثنائي للمرحلة المقبلة من اليمن-لن تكون إلا في صالح المتربصين بالجنوب واستحقاقاته ومستقبل شعبه كون أي لاعب جنوبي جديد مقبل لن يكون بخبرة وتجربة وجرأة وشجاعة بحاح التي دفع بسببها -وبكل أنفة وكبرياء وثقة-ثمنا غاليا كلفت اليمن خسارة انقاذ اليمن من ويلات الحرب والدمار والسير بها صوب طموحاته الوطنية النبيلة المتمثلة ببناء دولة اتحادية ينعم فيها الجميع بخير الثروة وعدالة وشراكة السلطة في الوقت الذي يصر فيه قيادة سلطة شرعية اليوم على مزيد من القتل والدمار والدماء لإطالة أمد بقائهم الكارثي في كراسي تلك السلطة التي أصبحت خزيا وعارا ووبالا عليهم في ظل الأوضاع المخجلة وانهيار مؤسسات الدولة على مختلف المستويات ووصول أحوال الناس وحاجة مئات الأسر اليوم، مع الاسف، الى مستوى بيع الشرف والكرامة بفضل حكمة وعدالة حكامهم من عديميها مع الأسف.
عودة الرئيس بحاح إلى واجهة المشهد السياسي أصبحت اليوم ضرورة وطنية جنوبية ملحة لوقف مسلسل الحرب الممنهجة الجارية على الجنوب وإنهاء المساع الاحتلالية الجديدة المقنعة التي تحاول إخضاع الجنوب للسيطرة الشمالية مجددا بأذرع جنوبية وتحت شعار سلطة شرعية جنوبية وراية حاكم جنوبي مع الأسف.
لاشك أن الإمارات تمثل أوفى وأصدق وأشجع وأكرم وأقرب دول التحالف والعالم أجمع الى الجنوبين والمطالبة بحقوقهم والدفاع المستميت عنها وما غارة الاباتشي الشهيرة والحاسمة للوضع البلطجي بمطار عدن،إلا بعضا من تجليات تلك الشجاعة المسؤولة والحازمة لأولاد زايد الخير والإنسانية،في الانتصار للجنوبيين وإنصافهم.
فتح هادي الباب على مصراعيه لكل المخاطر كي تحيط بالجنوب ومصادرة كل الاستحقاقات النضالية والوطنية لأهله الجنوبيين بمغامرته غير المحسوبة النتائج التي دفعته بلحظة طيش انتقامية لتعيين الجنرال الأحمر نائبا له واقبح المخلفات المستهلكة لعفاش بن دغر رئيساً لحكومته مقابل ضمان بقائه هو رئيسا ولو على حساب لعبة الموت المستمرة ومعركة التدمير الشامل المتواصلة لوطن كان اسمه اليمن.