طالعتنا العديد من المواقع الإخبارية و كذلك العديد من وسائل الإعلام و مواقع التواصل الاجتماعي بخطابات و كتابات و تحاليل لما حدث في الأيام الأخيرة في العاصمة عدن و أقصد بالتحديد ما سمي بأحداث مطار عدن و كانت في أغلبها و للآسف الشديد ضارة و لا تخدم مصلحتنا كمجتمع يسكن هذه المدينة التي من المفروض أن نتشارك جميعا في تثبيت و تعزيز أمنها واستقرارها و لا مصلحتنا جميعا في تعزيز مكانتها كعاصمة للوطن و لا مصلحتنا أيضا في تعزيز علاقتنا و شراكتنا مع الإقليم و العالم و لا في دعم و مساندة أبنائنا و أخوتنا المرابطين في جبهات القتال و تفرغنا فقط في دعم و تعزيز كل ما من شأنه أن يمزق و يفرق لا ما يقرب و يؤلف بين قلوبنا جميعا.
كم كنت أتمنى أن أسمع خطابا متزنا و أرى أقلاما راسخة و حكيمة و أشاهد إعلاما وطنيا هادفا ، خطاب يعزز العلاقات بين مؤسسات الدولة الحيوية التي ندعي كل يوم أننا نسعى إلى استعادة عافيتها و حيويتها و نعمل عكس ذلك سواء بقصد دفاعا عن مصالح ضيقة أو بغباء جهلا بمصالحنا نحن أين تكمن و كيف نحققها ، و كم كنت أرجوا أن أتابع أقلاما تدفع بإتجاه التقارب بين الجميع لا تباعد و التشظي و توسيع الهوى بين الجميع غابت تلك الأقلام الحكيمة و العقول و الألسن المحبة لوطنها و المدركة لمصلحته لتترك المجال مفتوحا أمام الغربان لتنعق و تقلق سكينتنا و أمننا بنعيقها عذرا إن كنت قد استخدمت هذا التشبيه و لكنني لم أجد غيره .
لذلك يكفينا ما سمعناه من نعيق و ما شهدناه من خطاب متصلب و متمترس خلف تلك المصالح الضيقة و أن ندرك جميعا بأننا لا نستطيع الوصول إلى ما ندعيه و ننشده إلا من خلال تقاربنا و تلاحمنا معا صحيح أن الاختلاف و الخلاف هي سنة الله في هذا الكون لكن يجب علينا ان نتعلم كيف ندير خلافاتنا و إختلافنا دون الإضرار بمصالحنا العامة و يأتي في مقدمتها أمننا و استقرارنا و نهضة وطننا و تعزيز علاقتنا مع شركائنا في الإقليم و العالم و لن نحقق ذلك أو نصل إليه إلا بلغة الحوار البيني الذي لن يكون إلا متى ما تقاربنا و التقينا بعيدا عن الإستقواء و الإقصاء و التبرير لهما عبر تلكم الخطابات و الأقلام الهادمة لا الهادفة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ))
صدق رسولنا الحبيب
بقلم / نزار أنور