✴ ٤٨ ساعة من التوتر والحشد حول مطار عدن الدولي قامت به قوات من الوية الحماية الرئاسية فرضت حالة من الرعب بين اوساط المواطنين وقطعت العديد من الطرقات الحيوية وهاجمت وفد وساطة من قيادة الحزام الأمني بعدن وتلطخت ايديهم بدماء عزيزة علينا وغالية من أجل ماذا؟.
كل هذا كان بحجة الضغط واجبار القوة الحامية لمطار عدن الدولي حالياً على مغادرة مواقعها وتسليمها الى قوات بديلة تتبع الوية الحماية الرئاسية بقرار كان قد صدر منذ اكثر من شهر ونيف، اذا لماذا اثير تطبيق هذا القرار في هذا الوقت وماهو تخصص ألوية الحماية الرئاسية من اجل ان تقوم بحماية مطار مدني بل قُل من أجل مصلحة مَن تترك تلك القوات مهامها التي انشأت من اجلها وتتجه الى المطار الذي تتواجد فيه فعلياً قوات باشراف التحالف العربي ممثلاً بدولة الامارات العربية المتحدة قامت وتقوم بدورها على أكمل وجه منذ تحرير عدن حتى اللحظة.
ماهي الغاية من هذا التحرك الذي يقف بواجهته الرئيس هادي وبالتأكيد هنالك من يقف خلفه وله اليد الطولى في تأزيم الاوضاع؟
هل تناسى هادي دور قوات التحالف وتنكر لتضحياتهم في تحرير عدن وما بعد التحرير من محاربة الجماعات الارهابية وتأمين العاصمة المؤقتة قطعة قطعة كأنها تجمع مكعبات الروبيك بحرفية عالية اظهرت مدى صدق وجدية القوات المسلحة الاماراتية وقوة الحزام الأمني وادارة أمن عدن والتي عملت تحت قيادتها وضحت بالغالي والنفيس لتتحرك مواكب هادي وحكومة شرعيته في شوارع عدن بكل أمن وامان، بل وأمنت المواقع العسكرية التي شيدت عليها الوية الحماية الرئاسية.
بالتأكيد أن ما يحدث في عدن لم يكن وليد اللحظة ولم يكن محض صُدفة خصوصاً وان هنالك جبهات مشتعلة وانتصارات تتحقق في الساحل الغربي على ايدي ابطال القوات المسلحة الاماراتية والمقاومة الجنوبية بكافة تشكيلاتها العسكرية أحرجت جيش جرار من عشرات الألاف فشل حتى اللحظة في تحقيق نصر حقيقي على الرغم من تدفق الدعم بكافة انواعه وعلى مدار الساعة، كل هذا يؤكد لنا بما يدع مجالاً للشك ان هناك ثلث معطل يحاول الصيد في مياه عدن الهادئة تعويضاً عن فشله ومستغلاً انشغال الابطال في جبهات الشرف لتمرير اذرعه بين المؤسسات الأمنية واظهار نفسه الفصيل الأقوى والمسيطر الأول ليفرض فيما بعد شروطه وتعييناته بقوة العسكر ويتحكم بحركة الدخول والخروج من مطار عدن الدولي لتهريب قوت هذا الشعب ومقدراته، فعلى المحيطين بالرئيس هادي ان يدركوا أن من فشل في تحقيق نصر على تباب خالية في جبال نهم لن يجني سوى الفشل في عدن.
أخيراً نقول يا هؤلاء من ضحى من أجل عدن في ليلة مظلمة حاملاً كفنه على اكفه لن ترهبه هذه المحاولات ولن يتنازل في الحفاظ على ما تحقق وتسليم رقاب الناس لقاء مصالح ضيقة او كرسي منصب وحلفاءنا يعلمون من الصادقين ملبين النداء حين المحن ومن ينتظر الفرصة لألتهام الجيف، عودوا الى جحوركم فالمحاولة افشلها الرجال .
رفعت الاقلام وجفت الصحف.
*- سامي اليافعي – عدن