الدحبشة.. مصطلح اقتحم حياتنا بقوة.. ودخل قاموسنا.. وحاصر قيمنا وأسرنا وشوارعنا ومدارسنا ومؤسساتنا.. صارت حياتنا بعده تاريخ وقبله تاريخ.. فقه الدحبشه حين ينتشر .. تسود الأنانية.. ويتعمق التوحش.. ويتراجع الأدب.. وتزحف قلة الأدب من الجهات الأربع.
المصيبة حين يدحبش الحضارم ! فالحضارم حين يدحبشون.. يدحبشون قضاءً..أي انتقاماً من النظام والقانون الذي ساد لسنوات طويلة.. طويلة جداً. حين يدحبش الحضارم.. فان الدحبشة تكون على أصولها.. يتخطون الدحبشة الحقيقية.. دحبشة بلد المنشأ.. الماركة المسجلة.
إذا "دحبشت" يوماً حضرمياً لأتاك آية في "المدحبشينا"..
اليوم لسنا بحاجة لِأَنْ نُثقف الحضرمي.. هذا كان زمان على أيام باكثير.. الأديب الكبير.. أما اليوم فالحضارم يدحبشون.. مثلهم مثل الدحابشة والمدحبشين.. لم يعودوا بحاجة للجثث المسماة الثقافة والعلم.. لم يعد الحضرمي هنا ماركة مسجلة.
الحضارم حين يدحبشون.. يضيفون عليها الخصوصية الحضرمية.. فالدحباشي الحضرمي لايقنع بالقليل إذا تعلق الأمر برشوة أو بنهب أو بتجاوز.. إنه يفوق المدحبشين الأصل طمعاً وجشعاً.
الحضرمي حين يدحبش.. يتحول مناضل من طراز جديد.. مناضل من "أبوشريحتين".. وينتظر الثالثة.. لعل الظروف الحالية تمنحه إياها.. فيحكمون حضرموت وهم ناهبيها.. وفاسديها.
الحضارم حين يدحبشون.. يركبون ثلاثة فوق" سيكل" ويسيرون عكس اتجاه السير.. وحين يمعن في الدحبشة.. يتجاوز من المكان الذي يعجبه.. ويقف حيث القلب يعشق.. و"طز فيكم"..الحضارم حين يدحبشون.. "يخزنون" من الظهر إلى الليل وآخره.. ويرفضون أن يقولوا للقات "ارحل".
ختاماً فالدحبشة هي أخت "البلطجة".. أنظر حولك وتمعن واسأل: هل نحن الحضارم الذين يتحدث عنهم التاريخ ؟ وسلام على الحضارم.. حين يحترمون تاريخهم .. وتاريخ حضرموت فقط.
*- مقال للفقيد د. عبدالرحمن بلخير
*- شبوه برس – المكلا اليوم