كان الوقت فجر يوم الخميس وكان العبوس بل والغضب ينتاب كل الناس في المنطقة الوسطى محافظة أبين، حصل ذلك مع كثرة تناول الأخبار بقدوم مليشيات الإرهاب لأحتلال مدينة لودر وشقرة، أزدادت عزوة الناس هناك وتحديهم ، حتى حل ليلة الجمعة جاءت جماعات الإرهاب منتشية تتبختر في ثقة وكأنهم فاتحين (القدس) ومنتزعيها من (الكفار) فقاموا بلعبتهم الصبيانية التي جبلوا عليها والتي اتخذوها من حلفائهم الغير معلنين (الحوثيين) وهي تفجير اماكن العسكر وهتفوا مكبرين وهم يدمرون غرفة كان يتخذها أفراد (الحزام الأمني) المنسحبين من مدخل مدينة لودر لراحتهم .
ساد التوتر المدينة وكل ضواحيها فخرج الشباب من شوارع وأزقة المدينة والغضب بادي على وجههم يعلنون عدم سكوتهم عن ما يجري، رافضين الاستكانة، يتداعوا من أجل الدفاع عن مدينتهم، وحين شعر خفافيش الظلام بحركة أبناء لودر، أنسحبوا يجرون أذيال الهزيمة خلفهم، كانت الناس هتاك تنظر اليهم شزرا وهم يحركون دراجاتهم النارية مغادرين الأطراف الغربية للمدينة، في الوقت نفسه – للأسف – لازال صدى تفجيرهم (البطولي) لغرفة الحرس في مدخل لودر يتردد في وسائل التواصل الأجتماعي معلنة بجهل عن سقوط مدينة لودر (زيفا) بيد هذه الجماعات الإرهابية.
وعند منتصف ليل الجمعة – السبت عاودت هذه الجماعات دخولها لودر، وكان هدفها هو أحتلال مقر شرطة لودر مقر (الأمن) في شمال شرق المدينة، وثم استكمال سيطرتها على المواقع الأمنية والعسكرية .. وكان الشباب بقيادة شاب مقاوم ( حفاظ عليه لن ننشر أسمه حاليا) قد أعدوا عدتهم وأتخذوا مواقعهم معلنين القتال دفاعا عن مدينتهم رافعين شعارهم (النصر أو الشهادة)، وتحت إصرار الغرور والتكبر قامت الجماعات الإرهابية بأرسال وساطة ليفاوضوا افراد الشرطة والامن والمقاومة لكي يسلموهم مقر الأمن العام، في الوقت نفسه وصلت تعزيزات من ابناء المدينة وأبناء القبائل القريبة منهم وخاصة ابناء قبائل ال عوذلة (العواذل) ومن افراد اللجان الشعبية والمقاومة الجنوبية.
رفض الشباب وساطة الاستسلام فطردوا الوسيط وحذروه العودة اليهم مرة أخرى.
لم تكن الا دقائق حتى بدأت هذه الجماعات الإرهابية هجومها الشرس على مقر الشرطة، وكانت الرجال تنتظر الطلقة الأولى لتكن إيذاناً ببدء معركة (صمود لودر الثانية) وأستمرت المعركة لساعات الفجر الأولى ليومنا هذا يوم السبت 4/ فبراير 2017م حامية الوطيس كان الشباب المقاوم يجرعون هؤلاء الجهلة الإرهابيين العفاشيين واستطاعوا تنفيذ الهجوم المضاد وهكذا خرجت الاليات المقاتلة التي يقودها أبناء لودر لتنتشر في سوق لودر وفي شوارعها وحول مقرات الأمن، مطاردة لفلول الجبناء الذين هربوا يجرون مرة أخرى أذيال الهزيمة والخزي والعار ومن شدة خوفهم قاموا على عجل بمحاولة زرع عبوات ناسف في الطريق لكي تعيق الشباب المتحمس الذين قاموا بمطاردتهم، الا إن قدرة الرحمن وأرتباكهم أداء الى انفجارها فيهم مخلفة أربعة قتلى منهم وعدد من الجرحى بالكاد أستطاعوا نقلهم.
غادروا لودر هاربين شاردين بعد ان تركوا بعض جثث زملائهم مرمية وتركوا طقم بكامل عدته وفوقه احدى القتلى (السائق) لكنهم لم يذهبوا بعيدا فأتخذوا من (معسكر جبل عكد) الذي كان بحوزة رجال الحزام الأمني ملجئ لهم، ولكن. نقول لهم اليوم لا عاصم لهم من غضب الله – سبحانه وتعالى .
صبيحة اليوم السبت جاءت الناس من كل مكان الى مدينة لودر مدينة الصمود الباسلة جاءت والبسمة تعتلي وجوههم المسفرة الباسمة المحيا، يباركون بعضهم البعض في شوارع المدينة .
هكذا هي لودر وأبنائها، وهكذا يبدأ التاريخ بتسجيل حكاية أخرى، وملحمة أخرى للصمود والفدائية والبسالة .فأرفعوا رؤوسكم يازملاء (حوس) وعلي الصمدي ومحمد عيدروس وياسر الجفري و(مفتاح) وأدهم الجعري والخضر قديش، وابن العلوني، وياسر المرافعي والبشعي وعلي حسين قهس وعشرات الشهداء وأضعاف اضعافهم من جرحى معارك الدفاع عن مدينة لودر .