التعـــــايشـــات ستــــنتـــصر

اثبتت الايام ان الوعي الإنساني يتعاظم وان الاخاء وقبول الآخر هو اليوم من رواسخ الحياة وثوابتها. ما نراه ونتابعه من معضادات وشعور بالصدمة نتيجة حادث المسجد في -مونتريال- كيبك والذي اودى بحياة 6 من المسلمين.

 ما نراه ونتابعه من تعاطفات بل وبالشعور بالصدمة جعلنا نشعر ان - كندا-  بكل طوائفها من مسيحيين ومسلمين ويهود وبوذيين وسيخ وهندوس جميعهم  صدمتهم وهزتهم من أعماقهم الحادثة، بل وروعتهم .

 فالحدث والعمل الإراهبي شجبته كل الطوائف والناس اليوم تخرج في زمهرير الشتاء وهطول الثلوج لتلقي بالورد وتشعل الشموع وتصلي وتدعو وتتضرع في موقع الحادث حزنا على الضحايا الأبرياء.

نعم لقد شجبت الحكومة الكندية واحزابها ومنظماتها وكل الكنائس والمعابد اليهودية والسيخية والهندوسية هذا العمل الاجرامي وهناك مظاهرات سوف تخرج منددة بهذا الحدث الفاجعي الذي وقع ضد المسلمين في طول البلاد وعرضها .

 ما شهدناه ايضا  في امريكا من  هبة شعبية ومن مظاهرات ومن حشود خرجت لتعبير عن تعاطفها مع الذين شملهم منع الدخول الى - امريكا - فلقد هرعت الجموع الى المطارات بما فيهم أعداد كبيرة من النشطاء والمحاميين والشخصيات السياسية والاجتماعية ومن مختلف الاديان والاجناس، هرعوا الى المطارات  الأمريكية ليعبورا عن تعاطفهم وعن رفضهم لاقصاء هولاء القادمين الى أمريكا.

اليوم الكنائس في امريكا  كما وردني من صديق عبر -الفيس بوك-  عبر شريط فديو، اليوم الكنائس ترفع الإذان تعاطفا مع المسلمين الذين اقفلت امريكا ابوابها دونهم. كما ان اليهود احبارا وساسة وشخصيات خرجوا متظاهرين ومساندين لاحقية هولاء في عدم منعهم من القدوم الى امريكا  طالما وهناك تبرز على جوازات سفرهم - سمة- الدخول الرسمية الى الارض الامريكية.

بالأمس القاضية الاتحايدة نددت بهذا القرارالتعسفي . كما نددت بهذا  القرار وزيرة الخارجية السابقة- مالدين اولبرايت-  التي صرّحت وقالت اذا كان الهدف هو أقصاء المسلمين عن أمريكا فسوف اعلنها أنني - مسلمة -

لو سمعنا بهذا القرار بمنع بعض رعايا دول إسلامية من القدوم الى روسيا مثلا او الهند او الصين، لما تسبب ذلك بخروج اي محتج او تحدثت الصحف وعنه في تلك الدول فضلا عن خروج مظاهرات بل ربما مضاهرات فرح وتاييد!  ولما شغل القرار  كل وسائل اعلام العالم ! الا أمريكا فهي الإستثناء وهي قلب العالم النابض.

هنا يتبين لنا اهمية امريكا بالنسبة لكثير من الناس. فهي وجهة  مهمة للعالم قاطبة، وهي مهد الانترنت والهاتف الذكي والطائرة المدنية والدواء والصناعات الغذائية والفضائية  والسيارات بل والترفيه من هوليوود الى ديزني لاند ، بما فيه التعليم الراقي والتجارة والعلاج . بل انها وجهة  سياحية فاكثر من 65 مليون سائح يزرونها في كل عام، علما ان امريكا مهد الابحاث العلمية  ويوجد بها اكثر من مليون طالب جامعي اجنبي  يدرسون في مختلف التخصصات.

لو اغلقت أمريكا نفسها على العالم لما عانت مرارات الإنغلاق ، لكن كل العالم سيعاني، وهنا الفرق فامريكا تهمنا . هل سمعتم بيمني هاجر للعمل في اليابان او روسيا الإتحادية او الصين؟ .

 لا زالت أمريكا بلاد واعدة بكل الخيرات، ولا زالت محاكمها عنوان العدل والإنصاف، وفي هذه الارض الخيرة تجد كل السحنات والاجناس يتعايشون معا في بلاد واسعة زاخرة كريمة. بل وفيها الطيبون الاخيار الذين يسمحون ان يرتفع الإذان من كنائسهم لاثبات انهم مع الحرية والانسان أينما كان .

 ان امريكا لا تشمخ او تفخر بصناعاتها وسلاحها وقوتها وثرائها، بل بحبها للناس وكل مستضعفي العالم