ذاكرة شعب الجنوب الحية تحمل الكثير من الاحداث والمحطات التي ستظل عالقة في الأذهان ماحيينا، وخاصة المحطات والوقائع التي عانينا من هولها كثيرا، فدعونا نأخذ من الذاكرة بعض العبر التي نحن اليوم في إمس الحاجة الى استحضارها بقوة، في بداية عام 2008م والحراك الجنوبي في بداية وهجه الثوري، قام الرئيس اليمني -حينها - علي عبدالله صالح (عفاش) بزيارة مفاجئة الى محافظة أبين والقى يومها من ديوان المحافظة كلمة تحريض موجهة لأبناء أبين ضد أخوتهم من أبناء الضالع، مستحضرا احداث عام (86) ويدعوهم الى رفض التسامح والتصالح، وكذلك وفي نفس الفترة تقريبا، قام بزيارة الى الضالع ليفعل الأمر نفسه، محرضا ابناء الضالع على أخوتهم في محافظة أبين، وكان هدفه ابقاء الجنوبيبن متفرقين، حتى يستطيع ان ينهي ثورة شعب الجنوب التي عماد قوتها وقوامها التسامح والتصالح وقيمه الاخلاقية النبيلة،
لم يكتفي (عفاش) وأجهزته الأمنية المتعددة بذلك، ففي صبيحة احد أيام العام 2008م عثر نشطاء الحراك الجنوبي في كل من زنجبار ولودر بمحافظة أبين وفي مدينة الضالع كذلك، عثروا على (مجموعات من الكراتين) محشوة بالالاف من المنشورات التي تحرض الجنوبيين ضد بعضهم بأسلوب لا أخلاقي قذر. وعندما ايقن ان هذا الأسلوب الخبيث فشل ولم يستجب له أبناء الجنوب عمد الى اعتماد سياسة الضرب بيدا من حديد، فشهدنا جميعا ماجرى لنا من قتل وجرح واعتقال وتنكيل .
الخلاصة : سعى ويسعى نظام الاحتلال في صنعاء بكل مؤسساته الأمنية وأحزابه ومنظماته الارهاربية وبخطئ حثيثة منذ فترة طويلة على أشعال الفتن وازكاء النعرات المناطقية والتعصبات واحياء الثارات بين مناطق وقبائل الجنوب مع بعضها باستحضار الماضي من جهة وبخلق نزاعات وثارات جديدة مستغلا الغشاوة على اعين البعض والغباء المستفحل والعمالة العمياء لبعض المنبطحين من ابناء جلدتنا .
السؤال : بعد وجود وانتشار (مواقع التواصل الاجتماعي) هل لازال عفاش بحاجة الى القاء خطبة تحريضية بلهاء، أو الى طبع الالاف من المنشورات الورقية ورميها في الشوارع ؟!!