كانت مرحلة الحرب التي فرضت على الجنوب في مطلع 2015م قد أدت إلى ازاحة النضال السلمي وظهور المقاومة المسلحة ، وتهميش السياسة و التي كانت بالأصل تعيش حالة من الفوضى والضعف في أدائها على كافة المستويات ..
إذ أن حالة الفوضى والإرباك في المجتمع وتدخل الاقليم إلى جانب الشرعية ، في ظل التشتت الحاصل في خريطة المكونات الثورية بمختلف مرجعياتها، كل ذلك قد أبعدها من الظهور بمظهر القوى القادرة على إدارة مسرح الصراع ، وعجزها عن تشبيك العمل الميداني بالسياسي أي خلق انتصار سياسي يوازي الانتصار العسكري .
الأمر الذي يستدعي بالضرورة إعادة قراءة الواقع والتوجه نحو انتظام العملية السياسية استعدادا للمرحلة القريبة المقبلة بعد التسوية السياسية بين القوى المتصارعة التي هي الأخرى بالضرورة ستكون مجمعة على إعادة انتاج مواقفها السابقة المنتقصة من قضية الجنوب ، فلم يتغير فيه شئ في تقديري، الإ الافراد ، أما المواقف لتلك القوى سيضل واحد وسوف يفتض التحالف بين المقاومة والشرعية .
وعليه أن بناء صورة الطرف الفاعل في العملية السياسية الجنوبية القادم يجب أن تدركة كل القوى الجنوبية انطلاقاً من حقيقة أن الثورة لا تجري في فراغ وإنما في سياقات سياسية محلية ودولية محددة، وهذه السياقات لها تأثير كبير على ديناميكيات الحرب ومخرجاتها. فالثوار الجنوبيون مقاومة وجيش وحراك وسلفيين ما هم إلا فاعلون سياسيون يسعون للوصول لمكانة قوتهم التي تعيد لهم الحق الذي سقط من أجله الالاف من الشهداء ..
ففي تقديري الشخصي أن مسألة الكيان السياسي الجنوبي أن يؤخذ على محمل الجد لدى القوى السياسية والعسكرية والثورية الجنوبية في الجنوب لتمثيل قضيتكم العادلة وإدارة المرحلة القادمة ما دون ذلك أن الفوضئ هي المستقبل .
د. فضل الربيعي
2 يناير 2017