بعيدا عن السياسة : من طرائف الإمام احمد حميد الدين

2016-12-25 13:49
بعيدا عن السياسة : من طرائف الإمام احمد حميد الدين
شبوه برس - خاص - برانتفورد كندا

 

وعن الطرائف والظرفاء فانني اليوم اسوق اليكم حادثة طريفة عن الإمام أحمد طيب الله ثراه . والحكاية ان هناك من كان يسافر للعمل في ميناء عدن من ابناء تعز ايام الاستعمار (((البغيض)))!!!!! .

كان العمل متاح  في معلا دكة. ودكة هي كلمة انجليزية معناها رصيف . سافر مع من سافروا الى عدن شخص من تعز إسمه - صلاح الحمادي- وعرف عنه الظرافة والنكتة والتهكم وملاحقة الفاتنات بنظراته واسماعهن تعليقاته الظريفة .

وكان يرى مراكب السواح تلقي مراسيها في ميناء التواهي حيث كانت عدن تستقبل يوميا 30 سفينة وكان الكثير من هذه السفن سياحية،  ترسو في ميناء التواهي ثم يتم عمل صيانة لها - ان تطلب ذلك-  في الحوض الجاف ، ثم يتم تزويدها بالوقود وبعد يوم او يومين تبحر الى وجهتها .وكانت عدن مدينة عالمية ومنطقة تجارة حرة واسعار بضائعها مغرية جدا .

 

كان الحمادي يترك العمل في -الدكة - لبعض الوقت ويمضي الوقت وهو  -ويبحلق- في النساء الفاتنات ، وهو يسبح ويسمي ويردد  -هذه خليقة ربنا -

وحين يمر به  بعض افواج من العمال من ابناء الريف ويسمونهم -الكولية -  يعملو في تنظيف السفن ونقل بعض المواد الغذائية الى مخازنها  ، كان يراهم -الحمادي  فيشيح  بنظره ويتافف ويدمدم ويقول أيش هذه - النــعــف - قبحكم الله  -  يا خيلقة الحمادي-!!

 

دارت الايام وبلغ ذلك في تعز وفي مقره في صالة . بلغ ذلك الإمام أحمد رحمه الله ، فطلب ان يحضروه من القرية لعله ينصحه او يزجره بسجنه لأيام . وفي احد الايام أحضروه الى مقيل الامام، وكان ان اتخذ له مكانا قصيا في الديوان . فساله الامام هل انت صلاح الحمادي ؟ فرد نعم وقال اين تعمل قال في الدكة في المعلا. وقال وماذا تقول عن نساء اوربا استوى الحمادي  في مجلسه وتجمع شجاعته وقال - يا مولاي اردد سبحان الله ماشاء الله واقول شوفوا - خليقة الله -

 

صمت الامام  هنيهة ،حيث قطع الحوار صوت الحارس، وقال - مولاي- هناك رسول من حجة أخبرنا انه ينقل لحضرتكم رساله من العامل- في حجة   . فقال ادخلوه. وعند الباب ظهر شخص مــُقعش مــُغبر  يطوي حولة الشالات الثقيلة وزاد ذلك برديف مع باكورة وغفرة.  

وعند  الباب صاح انا رسول العامل الى الامام وين الامام احمد؟  قالوا هذا هو في الركن . قال والله با اسلم عليكم كلكم هي فرصة ان احيي مجلسكم. وكان يخوض في المجلس ويصيح -  والقوة والسلومة-  ويميل معه الرديف والشال و-عثكلة- العمامة ، فيلقي - بالمدائع- والبواري والنار والجمر يتساقط على الفرش والارض، وهو وفي كل حركة ومصافحة وكانه في حالة اشتباك مع الجميع، و يصيح ويدور بين الجالسين ومع كل خطوة يطوح بمداعة هنا وبوري هناك، المهم جعل من المقيل جعثة  ومجمرة تشعل.

 

صاح به الإمام توقف توقف جعثت المقيل ، وصاح-  صلاح-  يا جني بس بس دوختنا انته ايش أنته؟   فصاح الأمام وهو غاضب والله  ما أنت خليقة ربنا! انت ايش من خليقة؟ فصاح- صلاح- قلت لك يا مولانا هذا الجني مش خليقة ربنا! هذه -خليقة الحمادي-

 

*- بقلم : فاروق المفلحي – أديب وشاعر .. برانتفورد كندا