عادت الانطفاءات الكهربائية الى سابق عهدها فجأة بعد ساعات قليلة على وصول فخامته وحكومته إلى عدن وبعدها مباشرة برزت للسطح أزمة مياه وغاز منزلي خانقة وتكدس للقمامة وطفح للمجاري في أكثر من شارع رئيسي وفرعي وداخلي بعدن لتتوالى بعدها عودة سلسلة أزمات مفتعلة بسرعة مثيرة للدهشة والاستغراب تزامناً مع تصاعد بوادر ثورة الجياع بشكل كبير وقيام مجموعة من النساء من كبار السن والمتقاعدات إلى إشعال الإطارات الحارقة وقطع خط الجسر الرئيسي من جولة كالتكس صباح يوم أمس للمطالبة بصرف مرتباتهن ومن معهن من عشرات المحتجين الغاضبين ممن يشكلون وقود ثورة الجياع المقبلة بقوة متسارعة باليمن .
مالم تتداعى حكومة العجز والافقار لتفادي اشتعال نيرانها التي لن تكون قادرة البتة على إيقافها أو التعامل معها، خاصة وأن المئات من الموظفين وأغلبهم من النساء مايزالون للشهر الرابع على التوالي يحتشدون كل يوم من الصباح إلى منتصف الليل أمام مكاتب البريد والبنك المركزي بعدن، انتظارا لبدء الحكومة بتنفيذ وعودها الكاذبة بصرف مرتباتهم التي يعيلون منها أسرهم كمصدر دخل وحيد لهم في بلد محترب ومحاصر بكل ويلات ومآسي العصر المجحف بحقهم.