افتقد الجنوبيون لروح الصراع السياسي بعد 1967م بعد أن أقصت الجبهة القومية كل القوي و الاحزاب السياسية بالتهجير و السجن و القتل. مما افقد العمل السياسي روح الصراع الذي يولد التنافس و الدفع بالقيادات المتمكنة سياسيا للواجهة .
لذلك شهدنا جيل ما قبل 1967م من سياسيين كبار امثال شيخان الحبشي, قحطان و فيصل الشعبي , محمد علي الجفري و عبدالله الاصنج و حسن علي بيومي و عبدالقوي مكاوي و غيرهم دهاة السلاطين لانهم عاشوا حرية العمل و في نفس الوقت صراعاته.
و خلف من بعدهم قوم اضاعوا البلاد بعد ان وجدوا انفسهم وحدهم و لا احد غيرهم في الساحة يتصارعون معه فتصارعوا بينهم حتى اوصلونا الي باب اليمن هدية لابشع نظام سياسي في المنطقة و اخرجونا من الدولة إلى اللادولة.
ترك هذا الإقصاء وغياب العمل السياسي خلال حكم القومية و الاشتراكي كثير من الفئات الاجتماعية في حالة ضياع في ظل حكم صنعاء و وقعت فئات جنوبية كاملة في فخ صنعاء و اليوم نحن ندفع ثمن هذا الإقصاء و التجريف السياسي الذي عرفه الجنوب بعد 67م حالة من الفراغ القيادي متمثلا في كثرة السياسيين الجنوبيين و لكن دون سياسة.