فارسا ترجل .. ينثر الحرية قطرات صافية .. يجمع بقايا وطن شتتته احلام الشياطين ..
عرفته دوما شجاعا مغوار ، يابى الركوع الا لله وحده ، هب مع الاحرار منذ اندلاع الشرارة الاولى يذيق المحتل اليمني الغاشم وجنوده الاشرار هزائم جمه ، حمل رايته بكفه في تلك المسيرات الهادرة يخترق صفوفنا يتقدمنا يهتف باسم الله وباسم هذا الوطن المكلوم .
كان حقا فارسا مغوار لا يتخلف ابدا عن معاركنا السلمية ، المح العرق يتصبب من ناصيته والتراب يعتلي راسه لا يهتم ، استمع الى صوته الغائر وهو يردد شعار الحرية والحق والنور باعلى صوته يحي مسيراتنا ووقفاتنا ، يتنقل من الميمينة الى الميسرة يشعل حماس الشباب يحرضهم يؤقد شعلة الحرية في نفوسهم يشيجعهم يخاطب وجدانهم بالحق الذي سقطت اركانه وانهدمت زوايه يوم غزتنا جموع الشر الغاصبة تلهف وتزحف نحو القتل والنهب والدمار ..
الفارس المغوار لم يتوقف يوما عن ايمانه باسترداد الحق المسلوب وكف ايادي العابثين المستهترين ، استل سيفه حينما دعا منادي الحق ان هبوا الى تحرير ارضكم وعتق امتكم من شراذم حاقدة عابثة ، لم يئلو جهدا انضم الى جيش حضرموت ليحررها مع البواسل رفاقه فاثخنوا في العدو الجراح واذاقوه جزاء عادلا بما كسبت يداه الظالمتين قطعوا اوصاله وجزو احلامه ونتفوا جذوره الخبيثة المتهالكة لتصبح بعدها حضرموت حرة ابية تعانق السماء تتنفس الحياة بعرق ابنائها ..
لم يتوقف هنا .. خاض الشهيد الرباكي معارك متعددة مع جموع الشر والحقد لم يتوان او يتخاذل قمع احلامهم جردهم من اطماعهم نكس رايتهم وداس انوفهم وحطم تلك النفوس الضغيفة الحاقدة صال وجال بتلك الساحات رافعا راسه وراس هذا الوطن المكتوي بنيران الهمجية والتخلف والارهاب المورد فرد لهم الصاع باضعاف كثيره ..
هنا اليوم من مدينة تريم مسقط راس الشهيد عبدالقادر احتشدت الجموع تعلن تضامنها الكامل والمطلق مع جنودنا الابطال البواسل ، تقف الى جانبهم ، توازرهم ، تربت على اكتافهم ، تدعمهم، تتقاسم خسارة فقدان هذا الفارس المغوار الذي طالما عرفته ازقة تريم وشوارعها بالرباط والشجاعة لن نستطيع ان نخفي خسارتنا الفادحة فلله درك من فارس لقد جعل رحيلك الحمل عظيم وترك فراقك فراغ كبير ، فلقد حملت في ما مضى هما كبير واديت واجبا عظيما ..
ارتقى شهيدا مضرجا بدمائه مقبلا غير مدبر شاهرا سيفه مرتديا قبعة الحرب العادلة ودرع العقيدة الصادقة الصافية .. زفته جماهير تريم وحضرموت اليوم زفة الابطال زفة الثوار الاحرار زفة التعظيم والاحترام الى مقبرة الشهداء .. زفته الجماهير وهي تهتف باسم الله وباسم الرسول محمد وباسم الحق والنور الى مثواه الرحيب مع الشهداء والصديقين ..
هنا كلمة واجب لاسرة الشهيد الفارس عبدالقادر محمد الرباكي هذه الاسرة العريقة الشجاعة لم نعرفهم الا مدافعين عن الحق رافضين للظلم محاربين اقوياء نرفع لهم القبعات احتراما وتقديرا ايها الاحرار .. لقد ارتقى ابنكم شهيدا مدافعا عن العقيدة والوطن فحق لكم ان تفخروا وتتفاخروا ببطل مثله فتقبلوا عزانا الصادق المخلص فان قلوبنا مكلومة وقلوبنا مفرغة بهذا المصاب العظيم ولن نقول الا ما يرضي ربنا انا لله وانا اليه راجعون ..