لا أحد بوسعه أن يعيش حياة اليمنيين غير أولئك الذين نسوا الفرح مقتنعين بأن كثرة الضحك تميت القلب!
نادراً ما يزورنا الفرح، حتى أصبح جمال بن عمر طائر السعد بالنسبة إلى اليمنيين، اليمنيين الذين يمتلكون مهارة "عصد" الحياة وتعقيدها على أنفسهم ويفتقرون إلى جرأة انتشال بلدهم من المهانة والعذاب.
لا أحد يضع أحلامه في يدي من قد يبددها باستثناء اليمنيين.. اليمنيون الذين كلما هطل عليهم الحظ هرعوا إلى شياطينهم الأوائل وبدأوا موسماً جديداً من النواح ؛؛ مليون أبوها عادة!
لا أحد يتودد الخطر، مثلما يتودد اليمنيون. لا أحد يتودد اللصوص المتورطين عياناً بسرقة حليب أطفالهم مثلما يفعل اليمنيون حيال سارقيهم الكبار؟!
لا أحد يتودد القتلة ويعطيهم الحق في منح إعفاءات غير اليمنيين والمعفيين – أساسياً- من مشاعر الانتماء إلى الحياة.
اليمني للأسف لم يعد ينتمي إلى الحياة، بل ينتمي إلى تنظيم القاعدة.. ينتمي إلى حاشد أو بكيل.. ينتمي إلى الحوثيين أو إلى الإصلاح.. ينتمي إلى المؤتمر أو إلى المشترك.. ينتمي إلى تعز أو حضرموت.. كل تلك التكوينات الصغيرة تعيش بلا قلب يشتاق إلى الحياة.
وللأسف أيضاً، لم يعد هناك من يمثل اليمن كبلد له شعب وتاريخ وجغرافيا غير قلة عادة ما تكون هي أسهل هدف للنصع، فيما البقية – بالصلاة على النبي- جهة تمثل السعودية في اليمن، وجهة تمثل إيران .. وجهة تمثل علي محسن، وجهة تمثل علي عبدالله صالح، وجهة تمثل أمريكا، وجهة تمثل قطر، وكلهم يبترعوا فوق رأس هذا الشعب البائس ما جعل من اليمن تبدو كما لو أنها بلد مقطوع من شجرة.
لا توجد في اليمن سينما، ولا مسرح، ولا فرق موسيقية، ولا متنزهات عائلية، ولا حفلات سيرك، ولا مهرجانات ضحك.. كل الذي لدينا مهرجانات ضحك على الذقون.. وفرق جهاد.. ومهرجانات تضامن مع المضروب فلان، ومع المقتول علان.. وساحات هنا لتسويق الكذب، وساحات هناك للشتائم..
إننا نعيش في بلد تركت وحيدة للملاعين