كنت أتمنى كغيري من المغلوب على أمرهم ان نشاهد تغيير جذري وحقيقي ياتي لنا بدماء جديدة وكفاءات عالية ونزيهة الى شرعية وحكومة هادي لتنتشلنا من وحل الفساد والخذلان والهزائم وتقود وباقتدار دفة العمل السياسي والعسكري في هذه المرحلة الحرجة من تاريخنا وتاريخ الامة والمنطقة برمتها فاذا بنفس الوجوه الكالحة تتكرر بعد ان قامت بتغيير اقنعتها وركبت موجة الشرعية في تبادل للأدوار اقل مايقال عنه انه مفضوح . وذلك في عملية تدوير لنفايات قديمة سبق وان ازكمت الأنوف بروائحها النتنة مما ساهم ذلك في إطالة امد الحرب ومعها اطالة معاناتنا جميعا.
فمنذ بداية هذه الازمة صدرت العديد من القرارات العشوائية والتي تم بموجبها تعيين أكبر عدد من رموز الفساد والنصب والاحتيال والسرقة والتملق والتسلق والتخلف والقتل وذلك في مناصب علياء في الدولة وفق معايير الواسطة والمحسوبية والمساعدة في تمرير الصفقات السياسية والمالية المشبوهة لمافيا الفساد داخل وخارج مكتب الرئيس هادي وكذا مكاتب كبار القادة السياسيين والعسكريين الذين لم ينظرون للتحرير كما ينظرون الى تحقيق مآربهم واهدافهم الشخصية والحزبية والقبلية والسياسية وليضمنوا بذلك مدّهم بالاكسجين الذي يبقيهم على قيد الحياة السياسية والعسكرية أطول فترة ممكنة عندما ايقنوا ان صلاحياتهم قد اصبحت منتهية وادركنا جميعاً بانهم السبب المباشر في كل هذا الخذلان الذي قدّم خدمات جليلة للانقلابيين لم يكونون يحلمون بها وأقلها عدم استغلال الامكانيات المهولة لعاصفة الحزم وقوات التحالف ووقوف كل الاشقاء وفي المقدمة المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة الى جانبهم .
فبدلاً من تسخير كل تلك الامكانيات والوقفات التاريخية التي لن تنسى في عملية التحرير ودحر عصابات الحوثي وعفاش تم تسخيرها لخدمة المصالح الشخصية لعصابات وأفراد وجماعات جُلّهم ينتمون الى الشرعية كما يدّعون وذلك في عمليات فساد وابتزاز ومتاجرة بالمبادئ والقيم والقضاياء المصيرية والاخلاق الكريمة ناهيك عن محاربة المخلصين في المناطق المحررة ووضع العراقيل امامهم من قبل هؤلاء المتلونين والمنافقين وتجار الحروب الذين لم يتعظون من الماضي القريب والذي كانوا جزء لايتجزأ منه وعلى راسهم هادي الذي لايختلف عن عفاش في شيء بعد ان اختصر هادي كل فساد عفاش وخلال فترة وجيزة جداً من الزمن مما ساهم بفساده في الكثير من الإخفاقات والنكبات التي يتجرّع مرارتها الابرياء من الذين لاذنب لهم الا ان حكّامهم وقادتهم السياسيين والعسكريين اقل مايقال عنهم انهم فاسدين ومجرمين ولايخافون الله فيهم وفي انفسهم وفي ذرّياتهم ووطنهم واخوانهم الذين اكرموهم وسعوا جاهدين في انتشالهم من الظلم والاضطهاد الذي لا يريدون ان يتخلون عنه أو يغادرون مستنقعه .